للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فولد كندة بن عمرو بن عدي بن وائل بن الحارث بن العتيك، ثلاثة نفر: صبيحا، وقطنا، ومغا، وأمهم سلمى بنت عبد الله بن قصبة بن عدي خلفه، فولد سراق بن صبيح بن كندة بن عمرو بن عدي بن وائل بن الحارث بن العتيك، ثلاثة نفر: أبا صفرة، واسمه ظالم، وقبيصة، وخداعة، وأمهم كبيشة بنت أمير بن عمرو. وداع احدى بني الحضيض من عبد القيس، ثم من بني عامر بن الحارث.

[٣ - اولاد أبي صفرة، والغزو]

فولد أبو صفرة، واسمه ظالم بن سراق تسعة عشر ذكرا، وثمان بنات، منهم المهلب والمغيرة، وأمهما عناق بنت حاصر بن مالك بن شهاب بن عكيف بن دحي بن عبد شمس بن الحدان بن شمس. وزعم حاتم بن قبيضة أن أمهما سلمى بنت مالك بن حمن بن مالك، من ب ني عمرو بن كندة بن عبد القيس. وزعم المثنى أن أمهما مسكة ابنة داحية، من بني عمرو بن بكره؛ ويحف، وصفرة، وصبر، وعبد الرحمن، وسيرة، وحبيب، واستشهد في يوم خور في آخر خلافة عمر بن الخطاب، وحول بن أبي صفرة، وأمهم عتيقة بنت المستكبر بن غضوبة بن خيار بن المستكبر بن يرسان؛ وقبيصة وأمه من الحدان، من بني بشران والمعارك، قتلته الخوارج؛ والحوفزان والحرد، وبشر، والمنجاب، والشماخ، والعلا، وهاني، وعطي، وفكيهه، وسلما، وعطا، وفاطمة، ونورة، وأم القسم، وأم عثمان، وثلجة.

ونظر عرفجة بن هزيمة بن عرفجة، إلى المهلب، وهو غلام صغير مع غلملن العتيك، فتفرس فيه علامات الرياسة والسيادة. قال حسان في شعر طويل يقول فيه:

خذوني ان لم يسد سرواتكم ... ويبلغ حتى لا يكون له مثل

وكان أبو صفرة، ظالم بن سراق، شريفا في قومه، مقدما فيهم، فلما أسلم زاد شرفه وقدمه قومه، وغزا مع عثمان بن أبي العاص الثقفي شهرك بفارس، فقتل أبو صفرة شهرك، ويقال بل تعاون على قتله ابو صفرة، وناب الحميري. وكان سبب قتل شهرك قائد الملك؛ عثمان بن أبي العاص الثقفي، سنة خمسة عشر، فسار عثمان إلى عمان، وقد كان عمر - رحمه الله - يلتمس عاملا للبحرين، فسأله عثمان أن يولي على البحرين أخاه الحكم بن أبي العاص، فأجابه إلى ذلك، وولاه البحرين.

وخرج الحكم في صحبة أخيه عثمان إلى عمان، وتقدم عمرلا إلى أخيه عثمان بالاشراف والمراعاة لأموره، فأخذه بالانصاف، وحسن السيرة. وكان عثمان إذا قدم البحرين أقام بها مدة، وبعث أخاه إلى عمان، نائبا عنه فيها إلى أن بعود عثمان إلى عمان، ورجع أخوه الحكم إلى البحرين فكانا كذلك حتى اتصل الخبر بعمر أن بشطوط سيراف وفارس عددا من المجوس من جهة الملك يزدجر بن كسرى، وكان ذلك بعد وقعة جلولاء بيسير، فخشي عمر أن تقوى شوكتهم، فكتب إلى عثمان بن أبي العاص بأن سر نقطع البحر إلى كسرى بفارس.

وكتب إلى عبد وجيفر - ابني الجلندي - بمعونته بمن معه من قبائلهم من أزد عمان، فلما أتى كتاب عمر إلى عثمان بن أبي العاص، وهو بعمان يأمره بذلك، فقال: ابعثوا إليّ رجلا أشاوره.

قالوا: عليك بأبي صفرة، فدعاه.

فقال: ما اسمك؟ قال: ظالم بن سراق.

قال عثمان: اسمان من أسماء الجاهلية.

فكره الاسمين، فلم يشاوره، وندب عثمان الناس، فانتدب ثلاثة ألاف، ويقال ألفان وستمائة من الأزد من عمان، مع ما انضم اليه من راسب وناجية وعبد قيس، وأكثرهم من الأزد.

وكان رأس شنوة، صبرة بن سيحان الحداني. ورأس بن مالك بن فهم بن مالك بن زيد بن جعفر الجهضمي. ورأس عمران، أبو صفرة ظالم بن سراق، معه جماهة من ولد يحف والمغيرة وحبيب، فخرج بهم عثمان بن أبي العاص، طريق البر، إلى جرفار " جلفار "، وركب بهم من جرفار البحر في السفن، وقد قدم على كل قبيلة منهم من ذكرنا من رؤساء الأزد، فعبر بهم من جرفار إلى جزيرة بني كاوان، وكان بها قائد كبير مع عدد من العجم، فسالم عثمان، ولم يقاتله، وترك ما بينه وبين الغنائم، وكاتب في وقته صاحبه يزدجر، فكتب يزدجر إلى صاحبه بكرمان، وكان عظيما من عظماء كرمان، وأمره أن يقطع جزيرة كاوان فيحول بين العرب الذين بها وبين اخوانهم، وأن يخرج في عدد كثير وان يستظهر في جميع ما يحتاج اليه.

فخرج في أربعين ألف رجل من رجالات العجم، وقطع لهم من هرمز، فاتصل الخبر بعثمان بن أبي العاص، فلقيهم بجزيرة القسم، واسمها جاش، وعربوها، فاقتتلوا فيها قتالا شديدا، فقتل الله قائد العجم، وانهزم المشركون.

<<  <   >  >>