للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الاندلسي، فمن بني الحارث بن مالك بن فهم، بنو لقيط بن الحارث، منهم كعب بن سور بن بكر بن عبد بن ثعلبة بن سليم بن لقيط بن الحارث بن مالك بن فهم، ولي القضاء البصرة لعمر، وعثمان، وهو ال١ذي استحسن عمر بن الخطاب حكمه حين قضى بين المراة وزوجها، حكم لها في كل أربع ليال بليلة، في قصة لذلك طويلة. ثم التفت إلى عمر، وقال: يا أمير المؤمنين: الرجل له من النساء مثنى وثلاث ورباع، فجعلت له ثلاثا يصومهن ويقومهن، ولها منه يوما واحدا وليلة. فقال عمر: اني لأعجب من فهمك قصتهما، أو من حكمك، أو من قضائك بينهما، اذهب فقد وليتك قضاء البصرة.

وعاش إلى ان شهد يوم الجمل، فخرج يوم الجمل وفي عنقه مصحف ليصلح بين فأتاه سهم غائر قتله.

ومنهم الطفيل بن عمرو بن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم بن لقيط بن الحارث بن مالك بن فهم. ويقال بل هو الطفيل بن عمرو بن طريف ابن العاص بن ثعلبة بن طريف بن عمرو بن فهم، أخو مالك بن فهم. وكان لعمرو بن طريف أبي الطفيل بن عمرو بن الطفيل هذا في الجاهلية صنم من خشب يقال له ذو الكفين. فكان يبعث اليه بابنه الطفبل، وهو صغير، ومعه عس من لبن كل يوم نويقول له أسق الهك. فلما ألقى الله الاسلام في قلب الطفيل كان إذا أتى الصنم شرب اللبن. ثم ألهب في الصنم النار وجعل يرتجز ويقول:

يا ذا الكفين لست من عَّبادك ... ميلادنا أكبر من ميلادك

اني حشوت النار في فؤادك

ثم هرب من أبيه خوفا منه، متوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبات ليلته تلك خائفا فأصبح يقول:

أيا ليلة من طولها وعنائها ... ألا إنها من دارة الكفر نجت

ورأى في منامه. تلك الليلة، ان رأسه حلق وأن طائرا أبيض خرج من جوفه إلى السماء، وأن امرأته ادخلته في فرجها. فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وقص عليه الرؤيا. فقال له: أما حلق رأسك فالاستشهادج فاستشهد باليمامة يوم مسيلمة الكذاب، واما الطير فروحك تعرج إلى السماء، وأما فرج المرأة فقبرك. ثم بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومه دوس، يدعوهم إلى الاسلام فسأله أن يجعل له علامة يعرف بها صدقه. فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم. فأعطاه الله نورا بين عينيه. فقال: يا رسول الله اني اكره في جسدي فيكون مثله، ولكن في علاقة سوطي. فجعل ذلك في علاقه سوطه، فسمي الطفيل ذا النور، وعقبه إلى اليوم بفلسطين.

ومن شعراء دوس عدي بن زراع بن العقى بن الحارث بن مالك بن فهم بن دوس، عُمَّر ثمانمائة سنة، وأدرك الاسلام، فأسلم وقال:

لا عيش الا الجنة المخظرة ... من يدخل النار يلاقي ضرة

ومن دوس معيقب بن أبي فاطمة، وكان على خاتم النبي صلى الله عليه وسلم في رواية يحيى بن معين. وكان ممن أسلم قديما بمكة، وهاجر إلى أرض الحبشة وكتب لعمر بن الخطاب، وكان من أمنائه.

ومن بني الحارث بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس، الفراديس، وهم بنو فردوس بن الحارث بن مالك بن فهم. كان منهم سعد بن نجد الفردوسي " الحجاج بن يوسف "، إذ ظن برجل ان نفسه عجيبة، لو كنت سعد بن نجد الفردوسي ماعدا ما بدا، وهو الذي طعن قتيبة بن مسلم، وقال لأصحابه: قد اسعرت لكم الرجل فدونكم امره فوثب اليه عبد الملك بن علوان، فاجتر رأسه وأتوابه إلى وكيع بن أبي الأسود، وقد أخطأ من زعم ان وكيعا قتله، وفي ذلك يقول الحصين بن المنذر:

ألم تر سعدا وابن رمز تعاورا ... بسيفهما رأس الهمام المتوج

وما دركت في قيس غيلان ثأرها ... بنو منقر الا بأسياف مدجح

والا بفتيان العتيك وغيرهم ... من الأزد في دراج من الليل ادعج

أتاها ابن نجد بعدما هبت جمعها ... فيا شرها في حرها المتوهج

ومنهم الجراميز، وهم بنو جرموز بن الحارث بن مالك بن فهم، وهم بالبصرة خطة.

[٧ - معن بن مالك بن فهم وولده]

فأما معن بن مالك بن فهم فولد ثمانية رهط: شرطان بن معن نومعن ابن معن، وخدري بن معن، وجهيم بن معن، وصيفي بن معن، وحدادة ابن معن، وكوز بن معن، فهؤلاء بنو معن بن مالك بن فهم.

<<  <   >  >>