للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحدثنا هشام بن محمد عن أبيه قال: الهند والسند بنو نوقين بن يقطن بن عابد بن شالخ بن أرفخشد ابن سام بن نوح. ومُكران بن البند. وسام أبو العرب كلها بعربها ومعدَّها، وكذلك الأنبياء عجميْها وعربيّها والعرب كلهم يمانيها ونِزَاريُّها من ولد سام بن نوح. وأما عويلم فهم أهل الأهواز والسوس. وأما اولاد الأشوذ بن سام فهم أهل الجزيرة الحرامية ومن معهم من أهل الجزيرة. ويزعم بعض أن فارس من ولد أشَوذ بن سام والله أعلم - وأما ولد ولاوذ بن سام فَطَسْم، وجدِيس، وعِمْلِيق وفارس، وجرجان. وأما ولد إرم بن سام فعُوض وعابر، وحويل وماش، وبنو إدم بن سام بن نوح. والله أعلم

[ذكر إرم بن سام وولده]

فولد إرم بن سام بن نوح عابر بن إرم، وعوص بن إرم، وحويل بن إرم وماش بن إرم. وكان منزل إرم الأحْقاف، فولد عابر بن إرم ثمود ابن عابر بن إرم، منهم النبي صالح عليه السلام وعلى محمد أفضل الصلاة والسلام، وهو صالح بن كاتول بن أسف بن كاشح بن الأرْوع ابن المهل بن جادر بن جابر بن ثمود بن عابر بن إرم.

وولد عوص بن إرم بن سام بن نوح عاداً وعبيلا ابني عوض بن إرم فسار عاد بولده يريد الأحقاف وهو يقول:

يا قوم جيبوا صوتَ ذَا المُنادي ... سِيُروا إلى الأرض ذوي الأطوار

اني أنا عادُ الطويلُ الغادي ... وسامُ جَدِّي ابن نوح الهادي

فنزل عادُّ بولده الأحقاف ولم يزل ولدُ عاد بالأحقاف إلى أن كثروا وغيروا وبدلوا وتركوا المنهاج، فأهلكهم الله بالريح العقيم، إلاّ ما كان من ولد الخلود بن عاد، وهم وهود صلى الله عليه وسلم ومن آمن من ولده، وأهل بيته، فإنهم أنجاهم الله، ونزل بهم مَكَّة إلى أن مات، ثم نزل ابنُه قَحّطَان بن هود بولده أرض اليَمَن.

فاما عبيل بن عَوض فسار بولده فنزلوا موضع الجُحفة، وإنما سُميت الجحفة لأنهم سكنوها جاءهم سيل فاجتحفهم إلا الشاذ منهم، فسميت الجحفة، ونزل يَثرِب بن قانية بن ملمس بن إرم بن عبيل بالمدينة، فسُمًّيت به، وعمَّرها هو وولده، فأخرجهم منها العماليق. وقال بعض ولده يرثيه:

عَينَ جُودي على عَبيل وهَل ... يرجع مافات فيضها بانسجام

عَمَّروا يثرباً وَلَيسَ بها ... سفر ولا مُبارح وَلا ذو سلام

غرسوا لِيتها بمجرى مَعينِ ... ثم حَفُّوا الغيل بالأظلام

وأما عاد فإنهم كانوا اثنتي عشرة قبيلة، وهم ضد، ورفد وزمر وصمد وجاهد، ومناف، ومحرم، وشود، والصمود، والعتود، والخلود، فمن بني الخلود عاد هود النبيّ صلى الله عليه وسلم.

ابن الخلود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح النبي صلى الله عليه وسلم، وإلى هود عليه السلام جُماع قَبائل اليَمَن كلها.

ولما كثُر ولدُ سام بن نوح صار المُلكُ فيهم في وَلَد عاد بن عَوص بن إرم بن سام بن نوح، فملكوا وتَجبروا، وتركوا المنهاج، فبعث الله إليهم رسوله هودا عليه السلام. وكانوا ينزلزن الأحقاد من الرمل، وهوه ما بين الشِّحر إلى عُمان إلى البحرين إلى عَالج وبَيرِين ووَبَار والدَّو، والدَّهناء. وكان كثرتهم ودهمائهم بالدو والدهناء وعالج ويبرين ووبار إلى عُمان إلى حَضَرَموت إلى اليمن كُله، وذلك أكثر بلاد الله رملا. فهم مع ذلك قد فَشَنوا في الأرض، وقهروا أهلها، وهم اثنا عشر بطنا وكان هود من بطن منهم يقال له الخُلُود، وقد أتينا بنسبه. يقول الله تبارك وتعالى) وَاذكر أَخا عَادٍ إذ أَنذَرَ قَومَهُ بِالأحقَاِف (. والحقف هو الرمل اليوم، فأما في دهرهم فكانوا أصحاب بناء ومساكن يقول لهم نَبِيُّهم) أتَبنُون بِكُل ريع آية تَعبَثُون وتَتَخذون مَصانع لَعَلكم تَخلُدون. وإذا بَطَشتُم بَطَشتم جَبارينُ (فلما ردوا ما أمرهم الله على لسان نَبيه هود أهلكهم الله بريح العقيم. وكانت بلاد عاد أخصبها الله عليهم جَعَلها مَفَارز وغيطاتاً، فكانوا اثنى عشر قبيلة، فأهلكهم كلهم إلا قبيلة واحدة، وهم بنو الخلود بن عاد، وكان منهم هود النبيّ عليه السلام، ونحن نذكر قصتهم في موضعها من الكتاب إن شاء الله.

<<  <   >  >>