للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- كل مغيرة وفالها: ومن هذه يتفق الغزاة على ان تكون الغنيمة لغانمها ولا يشاركه فيها أحد إلا أن نصيب المنّوخ أو العقيد محفوظ ومعترف به ...

- العقادة ونصيب الغانمين: وهذه تابعة لنوع الأغراض التي غزا القوم من أجلها وشروط العقد الجاري. وغالب ما هناك أن نصيب العقيد مختلف. ففي (الركب) يأخذ العقيد النصف اذا كان الكسب من (المرحول) ، أو يكون نصيبه (المرحول) وحده اذا كانت الغنائم مختلطة ...

وعادة الركب في الغالب أن تكون الغنائم بينهم (خشراً) ، ولا يدخل الخشر ما استولى عليه الغازي بصورة (القلاعة) وهي ان يجندل محاربه ويستولي على فرسه. وهذه تسمى (قلاعه) . ومن يتناول الغنائم قبل كل احد فيربح نصيباً وتكون له (طلاعة) وهي ناقة أو ناقتان الى ثلاثة وتسمى (حوايه) . وسربة الخيل لا تختلف عن الركب في حكم الغنائم. وغالب الجمعه أن تتفق على أن تكون (كل مغيرة وفالها) أي أن يكون الكسب لمكتسبه.. وفي هذه يؤخذ العقيد الخزيزة وتسمى ناقة الشداد يختارها من كل الغنيمة ... ثم يأخذ العوايد وهي ما يسمى ب (أبكع ظهر) ويقال له المرحول ويراعى الطيب مع من يوده فيبره ببعض العطايا أو يمنح من ظهرت له قدرة ومهارة ... والباقي في حالة الخشر يوزع بين الغانمين.

وفي البيرك (البيرق) أو (اللواء) يأخذ الشيخ وهو العقيد ما يختاره مما يمرّ من أمامه، ويسمونه (مسرباً) ، ولا يأخذ من المعروفين من العشيرة ممن هم لزمته (أقاربه الأدنون) ، وكذا لا يأخذ من الفارس الطيب وهو الذي يتفادى في حروبه، ولا من المحترمين ... وبعض الأحيان لا يأخذ الرئيس إلا أنه إذا أخذ يوزع القسم الأكبر منه ...

وعلى كل حال لقسمة الغنائم طرق متبعة، والاختلاف فيها كبير، ومن جراء هذا يرجعون الى العوارف ...

[٨ - العكلة - الحذية]

قد يرجع الى الغزاة الغانمين بعض من نهبت أمواله، ويطلب منهم أن يعيدوا له قسماً منها فيقول (الحذية) ويقال له (ابشر بالعطيه) . وهذا يرى ان سوف لا يتمكن أن يعيش بعد أن ذهب كل ما عنده، يلتمس ويطلب أن يعطوه، ولم يكن من المحتم أن يبذلوا له، فقد يمنعونه ويحرمونه، إلا أن العطاء يدل على نبل وكرم في النفس، والمنع يدل على لؤم وخسة في الطبع ... ولا يقع في الأغلب، وقد تكون نفس من نهبت أمواله أبية لا ترضى أن يطلب العون والمساعدة من عدوّه، وإذا كانت الغضاضة قوية وفيها قتل وإيلام فلا يعطى طالب العكلة والمنع نادر جداً ... والعكلة هي المال الذي يعطى للمنهوب منه ويسمى (حذية) . والحذية أيضاً ما يمنح به المتخلف عن الغزو لسبب، أو يكون الطالب فقيراً، وفيه من الضعف ما لم يستطع به أن يقدر على الغزو ... فتكون له شرهه على اقاربه الغانمين.

وكل ما نقوله في العكلة أو الحذية أن البدوي كبير النفس، نراه يعفو في أشد ساعات الحرج، وفي النجاح وأوقات الربح يمنح، ويعد عندهم العفوعند المقدرة من كريم الخصال؛ ونرى القوم يفتخرون دائماً بما عفوا به، او منحوه لطالب العكلة ... وكأن طالب العكلة يريد ما يتقوت به كما أن العكلة واسطة نجاة الحياة ...

[ملحوظة]

يقال للآبار ثبرة وجمعها (ثبار) في البادية وتسقى منها الابل ويقال لها (عكلة) أيضاً. وغالب الحروب بين البدو على العكلة هذه، وقد يتقاسمون الوقت بينهم، بسبب تدخل العاذلين خصوصاً إذا كانوا أقارب.. ولكل عكلة اسم خاص بها مثل (الحزل) .

ومن آبارهم المعروفة: البريت، والمجمي، واللصف، والمعنيّه، والنصاب، والحمّام، والعاشورية، واللعاعه، والشبرم، وواقصه، والشبجه، والصيكال، والصميت، والامكور وهي عكل كثيرة ...

وبين هذه الآبار المطوي، والعكلة ... والوقائع عليها كثيرة لا تحصى ... للمؤرخين تدوينات في آبار العرب ...

[٩ - ما قيل في غزاة البدو]

اشتهر كثيرون بالشجاعة والحروب. ويطول بنا ذكر من اشتهر، أو كل من قيل فيه شعر لما برز من شجاعة، وابدى من تفادي..

ومما قيل في عبد المحسن والد فهد وعجيل آل هذال:

يا مزنة غرّه تمطر شمالي ... ترمي على روس المعالي جلاميد

زبيديها (١) يفهيد روس الرجالي ... وعشبها كرون (٢) منيهبن الأواليد

يتلون ابو عجيل ماضي الفعالي ... ماص الحديد (٣) الي يكص البواليد

ومما قيل فيه في وقعة عبد الكريم قالها شارع ابن اخيه:

<<  <   >  >>