للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأصل المنتفق اسم جد ومعناه الداخل فى النفق تسمت به العشائر المتفرعة عنه. والمنتفق هو ابن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر ابن صعصعة (١) وهو جد عشائر المنتفق أو تتصل به بقربى ووشائج ... وربما اتصلت بالمكان واشتركت بالدم والمصيبة فصارت بعض العشائر داخلة فى عدادها وان كانت ليست منها. ومن ثم صار المنتفق يطلق على من حل اللواء. وكذا صار يقال لنفس اللواء (المنتفق) .

وكان المؤرخ المولوى قد وصفها بالنظر لاوضاعها فى أوائل المائة الثانية عشرة للهجرة وما قبل ذلك فقال: " ان عربان المنتفق أصل الفتن والاضطرابات فى بغداد والبصرة. فهم جمرة الحرب، وأشجع العربان، ومنشأ القلاقل ... فى رؤوسهم المغافر، وعلى أبدانهم الدروع الذهبية، وان خمسة عشر منهم يقابلون ألفا، اعتادوا الرمى بالقوس على ظهور الخيل، يلعبون برماحهم فى الهيجاء بصورة لا مثيل لها. وفرسانهم نحو أربعة آلاف. فكل واحد منهم بألف. أما طىء والموالى فهم بالنسبة اليهم كلاشىء وقوة ظهرهم الشيخ مانع، به يصولون ويجولون. وعلى قلتهم لا يوازيهم أحد. فالفارس منهم يهاجم الصفوف دون مبالاة ... " اه (١) وعشائر اللواء كلها تحت سلطة (المنتفق) ولكنها لم تكن جميعها من عشائر المنتفق. وانما هى عشائر مختلفة بينها ما هو من المنتفق وبينها ما هو من غيرها. وان الكثرة الموجودة فى الالوية المجاورة مثل لواء الديوانية ولواء العمارة ولواء البصرة تعتبر منهم نظرا لما اقتطع من اللواء والحق بالالوية المجاورة. والملحوظ أن الاجنبى يعدها بالنظر لمواطنها، ولا يهمه أن تذكر الافخاذ مستقلة عن العشيرة. كما أورد ما هو من العشائر الزبيدية والحميرية ضمن هذه المجموعة. وبينها ما هو من ربيعة الا انه ذكر بين عشائر المنتفق.

واذا كان صاحب (سياحتنامهء حدود) عد أنها مختلطة بعشائر ليست منها فانه لم يفرق بين هذه وبينها. وأوضح أن عشائر البو محمد من أم الجمل الى قرية العزير (ع) كانت تعد تابعة لبنى لام. وفى أيام داود باشا صارت تابعة قسما للمنتفق، وما كان فوق أم الجمل صار تابعا لبنى لام. ولم يلتفت الى ان التقسيمات الادارية لا تجعلها تابعة الا اسما فى حين أنها من العشائر الزبيدية كما أنها تنطوى تحتها عشائر كثيرة ليست منها ولا تمت اليها بصلة نسب والاضطراب ظاهر فى بيان أصل عشائر المنتفق.

وهنا يهمنا بيان العشائر الاصلية وما يمت اليها بقربى من العشائر الاخرى أو العشائر الملحقة. ومن ثم يزول ما حصل من ابهام نوعا. ولا يزال الامر يحتاج الى تحقيق والاكتفاء بذكر الحالة التى هم عليها دون بيان أنسابها واصولها مع بيان ما هو خارج عنها نقص فى التحقيق.

والكل - ما عدا القحطانية - يمت الى نجار واحد، وتجمعهم القربى. ومن ثم توسع القوم فى لفظ (المنتفق) فاطلق على الكل ممن يتصل بهم وان لم يكن منهم أو يتصل بجد واحد. وصار يطلق على محل نفوذ المنتفق وسطوتهم. والتلازم بين العشائر والارضين غير منفك. وقد مر بنا معنى المنتفق.

وما جاء فى رسالة (خبر صحيح) من ان مدلول المنتفق بدأ بالشبيبيين فغير وجيه ولا يأتلف والمعروف قديما. قال ساقوهم الى الاتفاق فصار المتفق. ثم زيدت فيه (نون) فقيل المنتفق وهذا خلاف ما هو معروف تاريخيا وليس بصواب قطعا (١) وفى هذا تابع صاحب (سياحتنامهء حدود) وان لم يصرح باسمه (٢) جاء فى (سياحتنامهء حدود) أن عشائر المنتفق منهم من أصل المنتفق، ومنهم تابعون لهم ولم يتمكن من الاتصال بخبير يكشف عن تفصيل أحوالهم فكتب عن أشهر العشائر ولم يدخل فى التفرعات فذكر أقسامهم الثلاثة (٣) . والملحوظ ان المنتفق كان أوسع مما عليه اللواء فى هذه الايام.

وفى عشائر البسام عد من العشائر الملحقة: ١ - بنى منصور.

٢ - بنى خيقان.

٣ - أهل الجزائر (١) ولا يزال الاضطراب باديا من كتاب كثيرين فى أصل العشائر والعشائر الاخر التابعة. والعشائر الاصلية:

بنو مالك

<<  <   >  >>