للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[٢٠٩٥] أَجود النَّاس أَي على الدَّوَام أَجود مَا يكون قَالَ بن الْحَاجِب الرّفْع فِي أَجود هُوَ الْوَجْه لانك ان جعلت فِي كَانَ ضميرا يعود إِلَى النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم لم يكن أَجود بِمُجَرَّدِهِ خَبرا لِأَنَّهُ مُضَاف إِلَى مَا يكون وَهُوَ كَون وَلَا يَسْتَقِيم الْخَبَر بالكون عَمَّا لَيْسَ بِكَوْن أَلا ترى أَنَّك لَا تَقول زيد أَجود مَا يكون فَيجب أَن يكون اما مُبْتَدأ خَبره قَوْله فِي رَمَضَان وَالْجُمْلَة خبر أَو بَدَلا من ضمير فِي كَانَ فَيكون من بدل اشْتِمَال كَمَا تَقول كَانَ زيد عمله حسنا وان جعلته ضمير الشَّأْن تعين رفع أَجود على الِابْتِدَاء وَالْخَبَر وان لم يَجْعَل فِي كَانَ ضمير تعين الرّفْع على أَنه اسْمهَا وَالْخَبَر فِي رَمَضَان حِين يلقاه جِبْرِيل قيل يحْتَمل أَن يكون زِيَادَة الْجُود بِمُجَرَّد لِقَاء جِبْرِيل أَو بمدارسة آيَات الْقُرْآن لما فِيهِ من الْحَث علىمكارم الْأَخْلَاق وَالثَّانِي أوجه كَيفَ وَالنَّبِيّ صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم على مَذْهَب أهل الْحق أفضل من جِبْرِيل فَمَا جَالس الْأَفْضَل الا الْمَفْضُول قلت قِرَاءَة النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم الْقُرْآن فِي صَلَاة اللَّيْل وَغَيرهَا كَانَت دائمه وَيُمكن أَن يكون لنزول جِبْرِيل عَن الله تَعَالَى كل لَيْلَة تَأْثِير أَو يُقَال يُمكن أَن تكون مَكَارِم الْأَخْلَاق كالجود وَغَيره فِي الْمَلَائِكَة أتم لكَونهَا جبلية وَهَذَا لَا يُنَافِي أَفضَلِيَّة الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام بِاعْتِبَار كَثْرَة الثَّوَاب على الْأَعْمَال أَو يُقَال انه زِيَادَة الْجُود كَانَ بِمَجْمُوع اللِّقَاء والمدارسة أَو يُقَال أَنه صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يخْتَار الْإِكْثَار فِي الْجُود فِي رَمَضَان لفضله أَو لشكر نزُول جِبْرِيل عَلَيْهِ كل لَيْلَة فاتفق مُقَارنَة ذَلِك بنزول جِبْرِيل وَالله تَعَالَى أعلم من الرّيح الْمُرْسلَة أَي الْمُطلقَة المخلاة على طبعها وَالرِّيح لَو أرْسلت على طبعها لكَانَتْ فِي غَايَة الهبوب

قَوْله

[٢٠٩٦] أخبرنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ قَالَ فِي الْأَطْرَاف كَذَا رَوَاهُ أَبُو بكر بن السّني

<<  <  ج: ص:  >  >>