للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهاء العماد كقول الله تعالى: (يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) . والهاء في إنه عماد ذكرت على شريطة التفسير. وكذلك قوله تعالى: (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ) ، فالهاء ليست بضمير يرجع إلى مذكور مقدم وإنما هي مقدمة على شريطة التفسير لتفخم الكلام وهاء الوقف نحو: قوله تعالى: (فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) . وقوله تعالى: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ) . و (هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ) وتجب هذه الهاء فيما يحذف من الفعل حتى يبقى على كلمة واحدة نحو الأمر من وشيت ووقيت تقول شه وقه وكذلك من وعيت تقول عه فأنت في الأول في الخيار وفي الثاني فلا بد منها لأنه لا يوقف على كلمة واحدة قد ابتدئ بها وهاء الندبة نحو: وازيداه وواعمراه وما أشبه ذلك فإذا وصلت سقطت وإذا وقفت ثبتت لأنها لمد الصوت فإذا ناب عنها حرف غيرها في الاتصال سقطت والهاء الأصلية نحو قولك: لا تموه فالهاء فيه أصلية؛ وكذلك قوله تعالى: (إلهكم إله واحد) .

وهاء البدل نحو: هرقت وأرقت فالهاء بدل من الهمزة وكذلك قولهم هرق ماؤك وكما قال الشاعر:

هرق لنا من قرقرى ذنوبا ... إن الذنوب ينفع المغلوبا

[الياءات]

والياءات عشر وهي: ياء الإضافة تكون في الاسم والفعل نحو ضاربي في الاسم وضربني في الفعل ولا بد قبلها من النون لئلا يقع الكسر في الفعل فأما الاسم فلا يحتاج إلى النون معها فيه لأنه يدخله الجر والياء الأصلية نحو: المهدي والداعي في الاسم وأما الفعل فنحو يقضي ويهدي فهذه الياء من نفس الكلمة لأنها تقع في موضع لام الفعل من قولك يفعل وفاعل والياء الملحقة نحو: سلقى يسلقي ألحقته بدحرج يدحرج وهي زائدة تشبه الأصلية وياء التأنيث نحو: اضربي ولا تذهبي فهذه الياء اسم للمؤنث وكذلك هي في قوله جل وعز: (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا) . كان الأصل ترين من البشر في الاستعمال؛ وقد سقطت الألف التي هي لام الفعل من ترى لالتقاء الساكنين كما تسقط الألف من مصطفى إذا قلت مصطفين لالتقاء الساكنين فتصير ترين ثم تلحق النون الشديدة فتذهب نون الرفع لأنه لا تجتمع علامة الرفع مع النون الشديدة وتحرك الياء بالكسر لأن قبلها مفتوحا وبعدها نون ساكنة فتصير ترين.

وياء الإطلاق نحو قول الشاعر:

أمن أم أوفى دمنة لم تكلم ... بحومانة الدراج فالمتثلم

فهي تقع في إطلاق القافية في الشعر وفي الفواصل كقوله تعالى على قراءة يعقوب: (وإياي فارهبوني) و (إياي فاتقوني) .

والياء المنقلبة في نحو: يغزي انقلبت من واو غزو وكذلك المعطي وأصله من عطا يعطو إذا تناول هو وأعطى يعطي إذا ناول غيره وأنشد:

وتعطو برخص غير شثن كأنه ... أساريع ظبي أو مساويك إسحل

وياء التثنية نحو: صاحبين وغلامين وهي تكون مع النون إلا في الإضافة نحو غلامي زيد في الجر والنصب وياء الجمع نحو مسلمين وصالحين وما أشبه ذلك ويجوز أن تجمع هذه الياء بالإضافة فتقول: مسلمي وصالحي؛ فأما ياء يا بني فإنها ليست من باب الجمع ولكنها أصلية بعدها ياء الإضافة قد حذفت واجتزئ بالكسرة منها ويجوز في العربية يا بني على النداء المفرد مثل يا زيد ويجوز يا بني على ما بيناه في لفظ الندبة كما قال الشاعر:

يا بنت عما لا تلومي واهجعي

ومعناه يا بنت عمي على لفظ الندبة وكذلك يا ربا تجاوز يريد يا ربي ففي قولك يا بني ثلاث ياءات الياء الأولى ياء فعيل في التصغير والثانية أصلية والثالثة ياء الإضافة وياء العوض كقولك: مررت بزيدي في قول من عوض من التنوين في الجر والرفع كما يعوض في النصب إذا قلت رأيت زيدا وياء الخروج تكون بعد هاء الإطلاق في الشعر كقول الشاعر:

تخلج المجنون من كسائهي

فالهمزة روي والألف ردف والهاء وصل والياء خروج

[النونات]

والنونات ثمان وهي: نون الرفع وتكون في ثلاثة أشياء وهي يفعلان ويفعلون وتفعلين وسقوطها علامة النصب والجزم نحو: لن يفعلا ولن يفعلوا ولن تفعلي؛ وفي الجزم لم يفعلا ولم يفعلوا ولم تفعلي.

ونون التثنية نحو: الزيدان والغلامان تسقط في الإضافة وتثبت مع الألف واللام مكسورة لالتقاء الساكنين فتقول غلاما زيد وصاحبا عمرو فتسقطهما للإضافة

<<  <   >  >>