للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومنقولة إلى كم نحو قوله عز وجل: (فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ) . بمعنى وكم من قرية؛ وتقول: كأين رجلا قد لقيت فتنصب رجلا كما تنصبه إذا قلت كم رجلا قد لقيت على التفسير؛ والأجود أن يكون معها من لأنها منقولة إلى باب كم للعدد فلزوم من أدل على معنى التفسير في النكرة بعدها.

[أن المخففة]

وأن المخففة ولها أربعة أوجه: مخففة من الثقيلة مثل قوله عز وجل: (وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) ، وأصله أنْ الحمد لله. ومنه قوله تعالى: (عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى) . ولا تكون هذه إلا المخففة من الثقيلة من جهة دخول السين فأما قوله تعالى: (وحسبوا أن لا تكونُ فتنة) بالرفع فعلى المخففة أيضا كأنه قال إنه لا تكون فتنة وبالنصب فعلى أن الناصبة للفعل التي تنقله إلى معنى الاستقبال وقال الشاعر في المخففة:

في فتية كسيوف الهند قد علموا ... أن هالك كل من يحفى وينتعل

وإذا خففت لم تعمل ويكون ما بعدها على الابتداء والخبر، ومنهم من يعملها وهي مخففة كما يعملها وهي محذوفة والأكثر الرفع.

وناصبة للفعل تنقله إلى الاستقبال ولا تجتمع من السين وسوف وهي مع الفعل بمعنى المصدر تقول يسرني أن تأتيني بمعنى يسرني إتيانك وأكره أن تخرج بمعنى أكره خروجك ومنه قوله عز وجل: (وَيُرِيدُ اللهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ) . ومنه قوله تعالى: (وَاللهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا) . وموضع تميلوا النصب بأن وذهبت النون علامة للنصب وبمعنى أي الخفيفة نحو قوله عز وجل: (وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ) ؛ أي امشوا وذلك أن انطلاقهم قائم مقام قولهم امشوا واصبروا على آلهتكم فجاءت أن بمعنى أي التي للتفسير نحو قولك أصلي أن أنا رجل صالح وإن شئت قلت أنا رجل صالح.

وزائدة نحو: لما أن جئتني أكرمتك والمعنى لما جئتني أكرمتك إلا انك أتيت بأن للتوكيد ومنه قوله تعالى: (ولما أن جاءت رسلنا) .

[إن]

وإن المخففة المكسورة الألف على أربعة أوجه: الجزاء نحو قولك إن تأتني أكرمك ومنه قوله عز وجل: وإن أحد من المشركين استجارك فأجره وقوله تعالى أيضا: (وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ) .

والجحد نحو قوله تعالى: (إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ) . بمعنى ما الكافرون إلا في غرور وتقول إنتيتني بمعنى والله ما أتيتني.

ومخففة من الثقيلة نحو قوله تعالى: (وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ) . تلزمها اللام في الخبر لئلا تلتبس بإن التي للجحد فتقول إن زيدا لقائم فتكون إيجابا فإن قلت إن زيد قائم كان نفيا.

وزائدة نحو: قول الشاعر:

وما إن طبنا جبن ولكن ... منايانا ودولة آخرينا

وتقول ما إن في الدار أحد بمعنى ما في الدار أحد فهذه زائدة على التوكيد

[حتى]

وحتى تنصرف على أربعة أوجه جارة نحو قولك قمت حتى الليل ومنه قوله تعالى: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) .

وعاطفة نحو: قدم الناس حتى المشاة وخرج الناس حتى الأمير وتقول إن فلانا ليصوم الأيام حتى يوم الفطر ويجوز النصب لأنه لا يدخل في الصوم فتكون حتى غاية بمعنى إلى ولا يكون عطفا في هذه المسألة وناصبة للفعل نحو: سرت حتى أدخل المدينة بمعنى سرت إلى أن أدخل المدينة وتقول صليت حتى أدخل الجنة بمعنى صليت كي أدخل الجنة فهي تنصب بمعنى إلى أن وكي وحرف من حروف الابتداء نحو قول الشاعر:

فواعجبا حتى كليب تسبني ... كأن أباها نهشل أو مجاشع

وكقولك كلمته في الأمر حتى يميل فيه، أو حتى يميل على الحال فهذه ترفع الفعل بعدها، وكذلك قولك قد لج في أمره حتى أظنه خارجا تخبر عن ظن واقع في حال كلامه فترفع وهذه التي هي حرف من حروف الابتداء يقع بعدها الاسم والفعل على الاستئناف.

[من]

ومن على أربعة أوجه

<<  <   >  >>