للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومطرد تخال الأثر فيه ... مدب غرائق خاضت نقاعا

إذا مس الضريبة شفرتاه ... كفاك من الضريبة ما استطاعا

مطرد: سيف إذا هز اطراداً يبع بعضه بعضاً. والغرانيق. الكراكى، واحدها غرنيق! والنقع: محبس الماء. كفاك من الضريبة أن يبلغ إرادتك ولا ينكل.

[١٠٢٩وأنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب [طويل] :]

ولما سرى عنه طخا الليط نابل ... أصهيب سراء عن النقبات

تقاه برقراق ترى العين دونه ... محال حجى فذيه وشتات

قال يصف سيفاً. والنابل هاهنا: الصقيل الحاذق. الحاذق. [سرى عنه] صداه، وهو الطخا، وجعله أصهيب، لأنه من العجم. ونقاه: واجهه. والحجى: نفاخات ترتفع على الماء، وحدتها حجاة. فشبه رونق السيف بهن.

[١٠٣٠وقال أبو كبير الهذلي [كامل] :]

ولقد شهدت القوم بعد رقادهم ... تفلى جماجمهم بكل مقلل

مقلل: له قلة. وقلة كل شيء: يعني قبيعة السيف.

[١٠٣١وقال أبو خراش [وافر] :]

ولولا ذاك أرهقة صهيب ... حسام الحد مطروقاً خشبياً

به يدع الكمي على يديه ... يخر تخاله نسراً قشيبا

خشيب: جديد. وأصله الذي طبع أول طبعة. ونسر قشيب: المقتول بنسر قد سم فسقط. والقشيب: السم.

[١٠٣٢وقال الكميت [متقارب] :]

وبيض رقاق خفاف المتو ... ن يمع للبيض منها صريرا

يشبه في الهام آثارها ... مشافر قرحى رعين البريرا

قرحى: إبل بها قروح، فهي تحتك بأفواها، فقد تهدلت مشافرها. والبرير: قشر ثمر الأراك، إذا رعته الإبل استرخت أشداقها يشبه آثار الضرب بهذه السيوف، بأفواه الإبل.

[١٠٣٣وقال الراجز:]

ترى بصفحتيه مع اليساس ... مختلفاً من غارة الأكياس

بين قرى بئرين في الدهاس

ذكر سيفاً بلله الماء، فتخيل فيه من الفرند بنمل تختلف على صفحته. وقال أكياس، لأن النمل تدخر، وتحتاط في الزاد، فنسبه إلى الكيس. وقرى بئرين: يعني قرى النمل التي هناك، فيقول: اتخذت قراها بين بئرين ودهاس الرمل عند ملتف الشجر، فهي تصيب من ثمره. وذلك من كيسها.

[١٠٣٤أنشدنا محمد بن عبد الواحد قال أنشدنا أحمد بن يحيى ثعلب [متقارب] :]

ويوم يبيل النساء الدماء ... جعلت ردائي فيه خمارا

ففرجت عنهن ما يتقين ... وكنت المحامي والمستجارا

قال يصف سيفاً. والرداء: السيف. وجعله خماراً أي يخمر به رؤوسهم، أي غطاها. ويبيل النساء الدماء، يعني أنهن يسقطن ما في بطونهن من الأجنة فيلقين معها الدم.

[١٠٣٥وقال ساعدة بن جوية الهذلي [طويل] :]

وكنا أناسا أنطقتنا سيوفنا ... لنا في لقاء لقوم حدو كوكب

يقول: أحسنا العمل بضربها فتكلمنا، وافتخرنا بذلك. وهذا ضد قول عمرو بن معدى كرب [طويل] :

فلو أن قومي أنطقتني رماحهم ... نطقت ولكن الرماح أجرت

يقول: لو قاتلوا لقلت ونطقت مفتخراً بذلك. ولكنهم انهزموا. والاجرار: أن يثني لسان الفصيل ويجعل فيه خلالة لئلا يرضع أمه.

[أحسن ما ورد من أبيات المعاني في وصف الدروع]

[١٠٣٦أنشدنا محمد بن عبد الواحد قال أنشدنا أحمد بن يحيى [كامل] :]

أعددت للحدثان كل نقيدة ... أنف كلافحة المظل جروب

يصف درعاً نقيدة: منقدة. وفعيلة تأتي في معنى مفعل من قول الله عز وجل: "عذاب أليم" أي مؤلم. ولافحة المظل: السراب. شبه الدرع به.

١٠٣٧وأنشدنا أيضاً عنه [سريع] :

في نثلة تهزأ بالنضال ... كأنها من خلق الهلال

نثلة ونثرة: من أسماء الدروع. وتهزأ بالنضال: أي لا تعمل السيوف فيها. فكأنها تهزأ بها. وشبهها بسلخ الحية، وذلك أنه يقال إن الحية في كل شهر عند طلوع الهلال ينسلخ جلدها. فلذلك سمي هلالاً، وشبهها به لصغر خلقها.

[١٠٣٨وقال الآخر [طويل] :]

كأن جنا الكحص اليبيس قتيرها ... إذا نثلت يوماً ولم تتجمع

وصف درعا. والكحص: نبت له حب أسود، يشبه عيون الجراد. يقول: إذا طرحت تفتحت ولم تبق مجموعة.

[أحسن ما قيل في صفة الرمح من أبيات المعاني]

[١٠٣٩أنشدنا أبو تمام في الحماسة [سريع] :]

الرمح لا أملأ كفي به ... واللبد لا أتبع تزواله

<<  <   >  >>