للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا لص طرد إبلاً لرجل من عبد القيس، فأيس صاحبها من الدعاء والانتصار، إلا أن يضبع، أي يرفع ضبعته إلى السماء يدعو الله عز وجل على من سرقها.

[أحسن ما ورد من أبيات المعاني في النسيب]

[١١٣٢فمن أحسن ما ورد في ذلك ما أنشده أبو العباس أحمد بن يحيى [طويل] :]

شموس على المتنين وحفاً كأنه ... أساود تبغي الشرى في قرية النمل

يقول إذا أشرقت الشمس، أخرج النمل بيضه يجففه فيها. فتأتيه الحيات فتأكله.

١١٣٣ومن أناشيد أبي العباس أيضاً [طويل] :

وأعرضت عن ماء السماء وربما ... لهوت بها مذمومة بذمام

ماء السماء: امرأة. مذمومة بذمام: معلمة بالطيب.

١١٣٤ومن أناشيده أيضاً [طويل] :

قفانثن أعناق الهوا لمربة ... جنوب تداوى غل شوق مماطل

الغل: ما كان في الجوف من حرارة وغيظ. مربة: مقيمة. يقال أرب المكان: أقام به وإنما يعني ريحاً. وقال الريح الجنوب بالعالية، أطيب من غيرها.

[١١٣٥كما قال جميل [طويل] :]

ليالي سمع الغانيات وطرقها ... إلى وإذ بيحي لهن جنوب

قال أبو عمر سألت جماعة من أهل الحجاز، فزعموا أن ذلك كذلك. فقلت للينها؟ فقال نعم! وقال غيره: جعلها جنوباً، لأن الجنوب تجمع السحاب وتؤلفه. فيقول يجتمعن إلي ويألفنني كما تؤلف الجنوب السحاب، والشمال تفرقه. وحكى الأصمعي "وإذ ريحي لهن جنوب" يقول: كنت ألقح حبي في قلوب الغانيات كما تلقح الجنوب السحاب.

[١١٣٦بمنحدر من رأس برقاء حطه=حذار فراق من حبيب مزيل]

منحدر: يريد الدمع. والبرقاء: العين. سميت برقاء لأن فيها بياضاً وسواداً، والبرقاء من الأرض: ما كان طيناً وحجارة، أو تراباً ورملاً. وجبل أبرق، وشاه برقاء، إذا كان فيه بياض وسواد.

[١١٣٧ومن أحسن ما ورد من هذه الأبيات قول جميل [طويل] :]

هواك لنفسي يا بثينة كالذي ... أقام فأحيا الميت وهو دفين

وليس بذا فقر إلى ذا، وإن ذا ... لصب بهذا، في الحياة ضنين

الميت: عرق. والمقيم: المطر. وقوله "وليس بذا فقر" أي بالمطر. وقوله "إلى ذا" يريد إلى العرق.

[١١٣٨أنشدنا محمد بن عبد الواحد قال أنشدنا أحمد بن يحيى [بسيط] :]

تدنى الحمامة منها وهي لاهية ... من يانع المرد قنوان العناقيد

الحمامة: المرآة. يقول: هذه المرأة إذا رأت حسن شعرها أحبت أن تبصر حسن وجهها فأخذت المرآة فأبصرت وجهها.

[١١٣٩وأنشدنا محمد بن عبد الواحد عن ثعلب [طويل] :]

ومولغة لما تقبلت كلبها ... غبوق أبيها وهو ظمآن ساغب

هذه امرأة كان يهواه. فلما رآها خشيت أن ينبح الكلب فيعلم فقدمت اللبن الذي أعدته لغبوق أبيها، إلى الكلب لتسكته عن نفسها.

[١١٤٠أنشدنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد قال أنشدنا أحمد بن يحيى [طويل] :]

رمتني مي بالهوى، رمي ممضغ ... من الوحش لوط لم تعقه الأوالس

بعينين نجلامين لم يجر فيهما ... ضمان، وجيد حلي الشذر شامس

مي: اسم امرأة كان يهواها و"ممضغ" مطعم الوحش، كأنها جعلت طعمة له. ويقال للرجل إذا فاز قدحه في الميسر: إنه لممضغ. والمضغة: القطعة من اللحم. واللوط: الرجل الذي يلتاط ببعير يدلِله ويؤنسه ليرمى من ورائه الوحش. فيلتاط بعنقه، أي يلتصق وقوله "لم تعقه الأوالس" أي لم تشغله الشواغل. ويقال: ألس الرجل فهو مألوس. إذا نقص عقله. و"جيد" رفعه على تقدير: ولها جيد جلي الشدو".

[١١٤١ومن مليح أبيات المعاني في هذا الباب ما أنشده أحمد بن يحيى [خفيف] :]

بت في درعها وباتت ضجيعي ... في بصير وليلة شيباء

درعها: مقنعتها. والبصيرة: دم العذرة. والشيباء: الليلة التي يفترع الرجل فيها المرأة قال الشاعر [وافر] :

وكنت كليلة الشيباء همت ... بمنع الشكر أتأملها القبيل

[١١٤٢وأنشد الباهلي [طويل] :]

برزن فلا ذو اللب وفرن لبه ... عليه، ولم يفضح بهن قريب

أي استوى الناس في النظر إليهن. فلم يعرف المريب من غيره.

[١١٤٣وأنشد الباهلي [طويل] :]

إذا ما اجتلى الرائي إليها بطرفه ... غروب ثناياها أضاء وأظلما

أضاء: من الإضاءة. وأظلم: صادف ظلما. والظلم: ماء الأسنان.

١١٤٤وأنشد أيضاً لدعبل [طويل] :

فلم أر مطروقاً يحل بضيفه ... ولا طارقا يقرى المني ويليب

<<  <   >  >>