للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بتنا وبات سقيط الطل يضربنا ... عند النزول قرانا نبح درواس

إذا ملا بطنه ألبانها حلباً ... باتت تغنيه وضرى ذات أجراس

النزول: رجل قراه، فاساء قراه. ودرواس: كلب كان ينبح طول الليل، فجعل قراه نباح ذلك كلب. ويقول: إنه شرب اللبن فامتلأ، فجعل يخضف، أي يضرط. وضرى: أسته. وأجراس: جمع جرس وهو الصوت. وجعل ضراطه غناء.

[١٢٤٨ومن أبيات الهجاء قول الآخر [طويل] :]

أرى جوشناً يخفى النجي ولم أكن ... أبالي إذا ناجيته أن أناديا

يقول هذا الرجل فاجر يخفى أمره ويستره. وأنا أظهر أمري وأعلنه لأني لست من أهل الريب.

[١٢٤٩ومثله [طويل] :]

ينام محاق الشهر صدر نهاره ... وفي الحي ذيال العشي طرير

يقول إنه ينام صدر النهار، فإذا كان في الليل قام إلى سوءته وطاف على نسيانه الهجل. والهجل جمع هجول وهي الفاجرة. وذيال العشي: يسحب ذيله. وطرير: مصفف الطرة.

[١٢٥٠ومن مستحسن أبيات المعاني في الهجاء قول الآخر [طويل] :]

لحا الله أنآنا عن الضيف بالقرى ... وأبعدنا عن عرض والده ذبا

وأجدرنا أن يدخل البيت باسته ... إذا القف أبدى من مخارمه ركبا

أنآنا: أبعدنا. ويصف رجلا كان إذا رأى الأضياف المقبلين، زحف على استه، فدخل بيته حتى لا يراه الأضياف.

[١٢٥١وقال يهجو امرأة فاجرة [طويل] :]

إذا هبطت جر المراغة عرست ... طروقا بأطراف التوادي كرومها

يقول هي راغبة إذا هبطت بالغنم. وإذا ما ترغبها فيه فجرت وفجربها. والتوادي: خشيبات تصر بها ضروع الغنم. وكرومها: قلائدها. والكرم: القلادة.

[١٢٥١أنشدنا محمد بن عبد الواحد قال أنشدنا ثعلب [مجزؤ الكامل] :]

لا زلت في كلأ عمي ... م نبته صحب الذباب

مستاسد القريان تر ... حمه اهاضيب السحاب

في صحة وسلامة ... من جسمك الانق العجاب

هذا دعاء عليه، لا له. يقول: لا زال في كلا معتم يصحب ذبابه ولا غنم يرعيها في هذا الكلاء. فكيره تشتكي لذلك. والعرب تقول "كلأ تنجع منه كثير المصرم" يعني بالمصرم، صاحب الصريعة. وهي القطعة من الإبل والغنم. ويقولون: كلأ الحابس فيه كالمقيم، وكلأ المقيم فيه كالمسافر".

[١٢٥٣ومثله قول الآخر [وافر] :]

نكرت أبا زنيبة إذ سألنا ... بحاجتنا، ولم ينكر ضباب

فجئت الجيوش أبا زنيب ... وجاد على مسارحك السحاب

[أحسن ما ورد من أبيات المعاني في الشيب]

[١٢٥٤أنشدنا أبو عمر قال أنشدنا ثعلب [طويل] :]

ولما رأيت النسر عز ابن دأية ... وعشش في وكريه جاشت له نفسي

يريد بالنسر، الشيب. وبابن دأية، الغراب، وهو الشباب. يقول: لما رأيت الشيب قد غلب، وكثر، وظهر، ساءني ذلك، وجاشت نفسي له، أي ارتفعت. والعرب تشبه السواد بالغراب.

[١٢٥٥كما قال أبو حية النميري [متقارب] :]

زمان على غراب غدافي ... فطيره الشيب عني فطارا

[١٢٥٦ومن أحسن ما قيل في هذا المعنى قول بشار [كامل] :]

يا ليت شعري كيف كان صدوفه ... أأسأت أم أجم الخلال فأحمضا

وصحوت من سكر وكنت موكلا ... أرعى الحمامة والغراب الأبيضا

يقول: أكان صدوفه لإساءة مني أم لمل كما تمل الإبل الخلة فتستريح منه إلى الحمض، وهو نبت فيه ملوحة تشرب عليه الماء. وجمع خلة خلال. يقال "اخل الرجل واحمض" إذا رعت إبله الخلة والحمض. وقوله "صحوت من سكر" يقول: تركت الجهالة وكنت موكلا بالمرآة انظر فيها وجهي. وهي الحمامة، عجباً بشبابي.

[١٢٥٧وقال الآخر [رجز] :]

يا ويح هذا الرأس امسى مهتزا ... وحيص موقاة وقاد العنزا

وانبتت هامته المرعزي

يقول: كبرت فصرت إلى اهتزاز الرأس، كبراً وتحازرت عيناي.

ويقال "قاد فلان العنز" إذا كبر. وشبه بياض هامته ببياض المرعزي.

[أحسن ما قيل من أبيات المعاني في الكبر]

[١٢٥٨أنشدنا عبد الله بن جعفر قال أنشدنا عبد الله بن مسلم بن قتيبة [طويل] :]

أعار أبو زيد يميني سلاحه ... وحد سلاح الدهر للصخر كالم

وكنت إذا ما الكلب أنكر أهله ... أفدى وحين الكلب جذلان نائم

<<  <   >  >>