للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن لا يذد عن حوضه بسلاحه ... يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم

ففي كل بيت من هذه الأبيات مثلان سائران، إن تمثل بكل منهما، لم يفتقر إلى صاحبه.

٨- وكذلك قول ابن مفرغ الحميري مجزوء الكامل:

العبد يقرع بالعصا

ثم قال-

والحر تكفيه الملامة

٩- فأخذ هذا بشار فقال رجز:

الحر يلحى والعصا للعبد ... وليس للمحلف مثل الرد

١٠- وقول عبد الله بن جعفر بن معاوية بن جعفر طويل:

فعين الرضل عن كل عيب كليلة ... ولكن عين السخط تبدي المساويا

٢٢٣ أخبرهم أبو علي قال أخبرنا محمد بن يحيى الصولي قال أخبرنا أبو العيناء قال أخبرني أبو العالي قال: "اجتمع عند بلال بن أبي بردة، أبو عمرو بن العلاء، وعيسى بن عمر، وعبد الله بن أبي إسحاق النحوي فقال: (أنشدوني أبياتاً تكتفي أنصافها بأنفسها) .

١- فأنشد أبو عمرو، لأبي ذؤيب كامل:

أمن المنون وريبها تتوجع

وسكت ثم قال:

والدهر ليس بمعتب من يجزع.

٢- وأنشد عيسى بن عمر للنمر بن تولب طويل:

يود الفتى طول السلامة والبقا

ثم سكت ثم قال:

فكيف ترى طول السلامة يفعل

٣- وأنشد ابن أبي إسحاق لحميد بن ثور الهلالي طويل:

أرى بصري قد رابني بعد صحة

ثم سكت، ثم قال:

وحسبك داء أن تصح وتسلما

[٢٢٤ قال أبو علي: ومن الأبيات التي يتمثل بصدورها وأعجازها قول القطامي بسيط:]

قد يدرك المتأني بعض حاجاته

-فهذا مثل سائر، ثم قال:

وقد يكون مع المستعجل الزلل.

وقوله بسيط:

والناس من يلق خيراً قائلون له ... ما يشتهي، ولام المخطئ الهبل

٢٢٥ أنشدهم أبو علي قال: أنشدنا أبو عمرو القطربلي قال: أنشدني أحمد بن يحيى من هذا النوع بسيط:

عليك بالقصد فيما أنت فاعل ... إن التخلق يأتي دونه الخلق

٢٢٦ أخبرنا محمد بن يحيى قال: قال رجل لأبي العباس المبرد "ليس في التأني أحسن من قول القطامي" بسيط:

قد يدرك المتأني بعض حاجاته ... وقد يكون مع المستعجل الزلل

قال المبرد: "أخذه من قول عدي بن زيد" سريع:

قد يدرك المبطئ من حظه ... والخير قد يسبق جهد الحريص

قال أبو علي: وفي كل بيت من هذين البيتين مثلان، كل واحد منهما مكتف بنفسه.

[٢٢٧ ومما يشتمل على مثلين، قول عمرو بن براقة الهمذاني بسيط:]

فما هداك إلى أرض كعالمها

ثم قال-

ولا أعانك في عزم كعزام

١- وقول عبد الله بن همام السلولي طويل:

وساع مع السلطان ليس بناصح

ثم قال-

ومحترس من مثله وهو حارس

٢- وقول الآخر مجزوء البسيط:

والصدق أنفع ما حضرت به

ثم قال-

ولربما نفع الفتى كذبه

٣- وقول جمانة الجعفي طويل:

ومستعجل والمكث أدنى لرشده

ثم قال-

ولم يدر في استعجاله ما

يبادر قال أبو علي: وهذا البيت ينظر إلى قول عدي بن زيد المتقدم.

٤- وقول مغلس بن لقيط طويل:

فإنك لا تعطي امرءاً غير حظه ... ولا تمنع الشق الذي الغيث ماطره

٥- وقول ابن هرمة مخلع البسيط:

لم تهنأ العاشقين ما وعدت

ثم قال-

وكان خير الهبات أهناها

[٢٢٨ شئا الفرزدق: من أشعر الناس؟ فقال: بشر بن أبي حازم الطبعي في قوله وافر:]

ثوى في ملحد لا بد منه ... كفى بالموت نأياً واغترابا

وسئل جرير، فقال: بشر في قوله:

رهين بلى وكل فتى سبيلي ... فشقي وانتحبي انتحابا

فأجمعا جميعاً على بشر، قال أبو علي: ففي كل بيت من هذين البيتين، مثلان، يتمثل بكل واحد منهما على حدته، وكأن صدروهما مكفوفة من أعجازهما.

فإذا اعتبرت ذلك، وجدته قد وضح طريقه.

[٢٢٩ وقول صالح بن عبد القدوس خفيف:]

قد يلام البرئ من غير ذنب

ثم قال-

وقصي من المريب الذنوب

١- وقول بشار طويل:

وما الناس إلا حافظ ومضيع

ثم قال-

وما لاعيش إلا ما تطيب عواقبه

٢- وقوله أيضاً كامل:

خفض على عقب الزمان العاقب

ثم قال-

ليس النجاح مع الحريص الدائب

٣- وقوله أيضاً لبسيط:

اليوم خمر، ويبدو في غد خبر

ثم قال-

والدهر من بين إنعام وإيناس

٤- وقوله أيضاً طويل:

<<  <   >  >>