للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوم إذا حاربوا شدوا مآزرهم ... دون النساء ولو باتت بأطهار"

٤٢٢ أخبرنا أبو عبد الله الحكيمي قال، أخبرنا أحمد بن أبي عيينة قال أخبرنا مصعب بن عبد الله الزبيري قال: (دخل ابن عياش على مسلم بن قتيبة -وبين يديه سلة زعفران فقال: "أنشدني بيتاً لا يستطيع إنسان أن يقول فيه كذبت! ولك هذه السلة". فأنشد طويل:

وما حملت من ناقة فوق رحلها ... أبر وأوفى ذمة من محمد

فقال: "خذها، لا بارك الله لك فيها") .

٤٢٣ وحكى دعبل قال: "أصدق بيت قالته العرب بيت أنس بن أبي أسيد بن أناس وكان هجا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخافه، فأتاه يوم فتح مكة فأنشده هذا البيت فأمنه وهو "وما حملت من ناقة فوق رحلها" وذكر البيت".

٤٢٤ أخبرنا محمد بن يحيى قال: أخبرنا أبو العيناء قال، سمعت الأصمعي يقول: "اصدق بيت قالته العرب بيت أبي ذؤيب كامل:

والنفس راغبة إذا رغبتها ... وإذا ترد إلى قليل تقنع"

٤٢٥ قال: وقال أبو عمر: "ما قالت العرب بيتاً أبدع منه".

٤٢٦ أخبرنا أبو عمر عن أحمد بن يحيى عن أبي نصر عن الأصمعي قال: "أصدق بيت قالته العرب قول الحطيئة بسيط:

من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين الله والناس

٤٢٧ أخبرنا أبو عبد الله الحكيمي قال، أخبرنا أحمد بن يحيى قال، قال حماد الرواية: "سألت الفرزدق، أي الشعراء أشعر في أشياء مختلفة؟ وأيهم أصدق بيت في الجاهلية؟ "قال" أصدق بيت قول امرئ القيس كامل:

الله أنجح ما طلبت به ... والبر خير حقيبة الرجل

قلت: فأي العرب كان أفخر في الجاهلية؟ " قال: الذي يقول طويل:

فلو أن ما أسعى لأدنى معيشة ... كفاني، ولم أطلب قليل من المال

ولكنما أسعى لمجد مؤثل ... وقد يدرك المجد المؤثل أمثالي

[٤٢٨ قال الشيخ: "أصدق بيت قالته العرب عندي قول زهير طويل:]

فلا تكتمن الله ما في نفوسكم ... ليخفى، ومهما يكتم الله يعلم

[أكذب بيت قالته العرب]

٤٢٩ أخبرنا محمد بن عبد الواحد قال أخبرنا أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي قال: "أكذب بيت قالته العرب، قول الأعشى سريع:

لو أسندت ميتاً إلى نحرها ... عاش، ولم ينقل إلى قابر

حتى يقول الناس مما رأوا ... يا عجباً للميت الناشر

٤٣٠ أخبرنا عبد الله بن جعفر عن المبرد عن الرياشي قال: (وقف أعرابي على حقلة في المسجد، وسألهم أن يسدلوا أطماراً عليه، قالوا "ما كنيتك؟ قال: "أبو وائل" قالوا: "اجلس يا وائل! علينا كسوتك" وحث أحدهم أصحابه عليه. فقال: بأبي أنت والله، لئن كنت متأخراً في القول، إنك لمتقدم في الفعل" قالفقلنا: "يا أبا وائل! أتقرض من الشعر شيتئاً؟ " فقال: "والله إني لأقول كريمه" فقلنا: "أنشدنا" قال "أنشدكم في صغير بابلي بسيط:

لو أن زيدة كلمتني بعد ما ... نسيت نوائحي البكاء وأقبر

لظننت ميت أعظمي سيجيبها ... أو أن باليها الرميم سينشر

قال، قلنا: "يا أبا وائل! هل كان بينك وبينها ريبة؟ " قال: "كان أقرب ما أحل الله مما حرم: الإشارة من غير مساس، واللحظ من غير باس، وبالله لقد كنت أذكرها وبيني وبينها عقبة الظائف، فأحيا بذكرها، وتضر بني ضوائع المسك برياها، ولئن لم يكن العشق جنوناً، إنه لعصارة من السحر".

[٤٣١ قال أحمد بن يحيى: "بل أكذب بيت قالته العرب قول الآخر طويل:]

ولقد نعرت بقندها نعرة ... خرت صوامعها وكل عمود

[٤٣٢ قال أبو عمر: قال غير أبي العباس: "ل أكذب منه قول الأول خفيف:]

وقتلناهم فبادوا جميعاً ... ونفخنا من سواهم فطاروا

يال بكر انشروا لي كليباً ... يال بكر أين، أين الفرار

[٤٣٣ وحكى دعبل: إن أكذب بيت قالته العرب قول مهلهل وافر:]

فلولا الريح أسمع آل حجر ... صليل البيض تقرع بالذكور

وكان منزله على شاطئ البحر الفرات من أرض الشام، وحجر هي: اليمامة.

[٤٣٤ قال دعبل "ومن أكذب الأبيات قول أبي الطمحان القيني طويل:]

أضاءت لهم احسابهم ووجوهم ... دجى الليل حتى نظم الجزع ثاقبة

أنصف بيت قالته العرب

<<  <   >  >>