للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أعوذ بحقويك العزيزين أن أرى ... مقراً بذل يترك الوجه حالكا

ولي وطن أليت ألا أبيعه ... وألا أرى غيري له الدهر مالكا

عهدت به شرخ الشباب ونعمة ... كنعمة قوم أصبحوا في ظلالكا

فقد ألفته النفس حتى كأنه ... لها بدن إن راح غودت هالكا

وحبب أوطان الرجال إليهم=مأرب قضاها الشباب هنالكا

إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم ... عهود الصبا فيها فحنوا لذلكا

[٥٥٢ على أنه قد نظر فيه إلى قول بشار طويل:]

متى تعرف الدار التي بان أهلها ... بسعدى فإن الدمع منك قريب

تذكرك الأهواء إذ أنت يافع ... لديها فمغناها إليك حبيب

[٥٥٣ أو إلى قول رجاء العتكي، بل هو بهذا أشبه طويل:]

أحن إلى الأراك صبابة ... لعهد الصبا فيه وتذكار أول

كأن نسيم الريح في جنباته ... قسيم حبيب أو لقاء مؤملي

فلله من أرض بها ذر شاربي ... حياة لهلك وخصباً لممحل

[٥٥٤ أو إلى قول الآخر طويل:]

ذكرت بلادي فاستهلت مدامعي ... لشروقي إلى عهد الصبا المتقادم

حننت إلى أرض بها اخضر شاربي ... وقطع عني قبل عقد التمائم

[٥٥ حدثني أبو الحسن أحمد بن محمد العروضي قال: حدثني أحمد بن يحيى لبعض بن أسد:]

......... ... ...... فيطيقه......

......... ... ... من فؤاد فيصيبه ...

٥٥٦ أخبرنا محمد بن يحيى عن عبد الرحمن عن عمه قال: قال لي الرشيد ما أحسن ما قيل في التوجع على الأوطان؟ قال: فابتدأت أنشده أبيات ابن ميادة التي يخاطب فيها الوليد بن يزيد، قال: فقال لي هذه مشهورة قال فقلت: قول أعرابي إذاً طويل:

ألا حبذا نجد وطيب ترابه ... تصافحه أيدي الرياح الغرايب

وعهد صبا فيه يقارعك الهوى ... يذلك أكواب لذاذ المشارب

تنال الرضى منهن من كل مطلب ... عذاب الثنايا واردات الذوائب

فقال: لا هذا مجهول، فقلت: يقول أمير المؤمنين، فقال: أبيات سوار بن المضارب وافر:

سقى الله اليمامة من بلاد ... جوابحها كأرواح الغواني

وجو زاهر للريح فيه ... نسيم ما يروع الترب وإن

بها سقت الشباب إلفى مشيب ... يقبح عندما حسن الزمان

قال أبو علي: هذه الأيات تروى لمالك بن الريب.

[٥٥٧ أنشدنا محمد بن عبد الواحد قال: أنشدنا أحمد بن يحيى بسيط:]

لا عهد لي بعد أيام الحمى بهم ... سقى الله أيام الحمى المطرا

ما إن تذكرت أيام الشباب به ... إلا عصى الدمع أمر الصبر فانحدرا

[٥٥٨ ومن أحسن ما قيل في هذا المعنى قول يزيد بن مجالد الفزاري طويل:]

أيما دمتني وهب خضل الندى ... مسيل الربى حيث انحنى بكما الوهد

ويا ربوة الربعين حييت ربوة ... على النأي مني واستهل بك الرعد

فأنت التي يشفى فؤادي تربها ... لألفي بها قدما ويسقمه الوجد

فإن تدعى نجداً أوعه ومن به ... وإن تسكنى نجداً فيا حبذا نجد

قضيت الغواني غير أن مودة ... لذلفاء ما قضيت آخرها بعد

وإن كان يوم الوعد أدنى لقائنا ... فلا تعليني أن أقول متى الوعد

[أبدع ما قيل في تفضيل سيد قبيلة على سيد أخرى]

وهي: المنافرة

٥٥٩ أخبرنا علي بن أبي غسان قال أخبرنا أبو حذيفة أبو الفضل بن الحباب الجمحي قال أبخرنا محمد بن سلام عن يونس بن حبيب قال: "أشد الهجاء، الهجاء بالتفضيل وقال يونس بن حبيب: "إلى هذا أشار عمر بن الخطاب وكان أحسن إلى الحطيئة فأطلقه من حبسه أنه قال للحطيئة: "إياك والهجاء المقذع! " قال: وما المقذع يا أمير المؤمنين؟ قال "أن تقول هؤلاء أشرف من هؤلاء، وهؤلاء أفضل من هؤلاء وتبتني على مدح قوم، وذم لمن تفاخرهم شعراً". فقال الحطيئة: "أنت والله أكرم يا أمير المؤمنين وأعلم مني بمذاهب الشعراء".

٥٦٠-أخبرنا محمد بن محمد بن يحيى قال أنبأنا العباس بن محمد الحمادي، قال سمعت أبا عثمان المازني يقول: حدثني من سمع خلفاً الأحمر يقول، "لما خاف الحطيئة وعيد عمر له لما هجا الزبرقان، عمل قصيدة، أولها وافر:

ألا قالت أمامة هل تعزي ... فقلت أميم لو غلبت العزاء

<<  <   >  >>