للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والعائذ من الإبل: التي معها ولدها، فإذا كانت السنة المجدية، تحروا الفصال لئلا يضروا بالأمهات، وقوله خرت الشمال، يقول غلبت الريح الشمال سائر الرياح وتلك علامة الجدب، وقوله: الكميع، يريد الضجيع، والملتفع، الملتحف يريد أنه منقبض عنها، مشتغل بما يلاقي من القر وقوله الهدم، هو الثوب الخلق، والنواشر: عروق الذراع عري لحمها، من الجدب، وقوله تصمت بالماء أي تسكن طفلها بالماء لأنه لا شيء تطعمه، والجدع: السيء الغذاء.

[٦٩٢ قال: ومن مستحسن قول متمم بن نويرة العبسي طويل:]

إذا ابتدر القوم القداح وأوقدوا ... لهم نار أضياف كفى من تضجعا

بمثنى الأيادي ثم لم يلف مالك ... على الفرث يحمي اللحم أن يتوزعا

وكنا كندماني جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل لن يتصدعا

فلما تفرقنا كأني ومالكاً ... لطول اجتماع لم بت ليلة معاً

وعشنا بخير في الحياة وقبلنا ... أصاب المنايا رهط كسرى وتبعا

سقى الله أرضاً حلها قبر مالك ... ذهاب الغوادي المدجنات فأمرعا

تحيته مني وإن كان نائياً ... وأضحى تراباً فوقه الأرض بلقعاً

[٦٩٣ وقال محمد بن يزيد: ومما اخترناه من مرئية دريد الصمة طويلك]

نصحت لعارض وأصحاب عاريض ... ورهط بني السوداء والقوم شهدي

أمرتهم أمري بمنعرج اللوى ... فلم يستبينوا الرشد إلى ضحى الغد

فلما عصوني كنت منهم وقد أرى ... غوايتهم وأنني غير مهتدي

تنادوا وقالوا: أردت الخيل فارساً ... فقلت أعبد الله ذلكم الردى

فما راعني إلا الرماح تنوشه ... كوقع الصياصي في النسيج الممدد

فإن يك عبد الله خلى مكانه ... فما كان وقافاً ولا طائش اليد

قليل التشكي للمصيبات حافظ ... مع اليوم أعقاب الأحاديث في غد

وهون جدي أنني لم أقل له ... كذبت ولم أبخل بما ملكت يدي

[٦٩٤ ومن حر الكلام في مرئية كعب قوله طويل:]

وداع دعايا من بحبيب إلى الندى ... فلم يستجبه عند ذاك مجيب

فقلت أدع أخرى وارفع الصوت رفعة ... لعل أبا المغوار منك قريب

لعمري لئن كانت أصابت منية ... أخي، والمنايا للرجال شعوب

لقد كان أما حلمه فمروح علي ... نا، وأما جهله فغريب

هويت أمه ما يبعث الصبح غادياً ... وماذا يواري الليل حين يثوب

حليف الندى يدعو الندى فيجيبه ... قريباً، ويدعوه الندى فيجيب

فلو كانت الموتى تباع اشتريته ... بما لم تكن عند النفوس تطيب

بعيني أو كلتا يدي، وقيل لي ... هو الغانم الجذلان حين يؤوب

[٦٩٥ أخذ قوله بعده ديك الجن فقال وأحسن طويل:]

بالله إخلاصاً من القول صادقاً ... وإلا فحبي آل أحمد كاذب

لو أن يدي كانت شفاءك أو دم ... من القلب حتى يقضب الحبل قاضب

لسلمت تسليم الرضى وتخدتها ... يداً للردى ما حج لله راكب

أما ترى ما وصفه به من الجود الذي هو عادة مجتمع عليها، ثم لم يعدل به أحداً.

[٦٩٦ ومما أبدع فيه أعشى باهلة في مرثيته، قوله في تأبين ابن وهب بسيط:]

ماضي المصير على العزاء منصلت ... بالقوم ليلة لا ماء ولا شجر

كأنه عند صدق القوم أنفسهم ... بالبأس تلمع من قدامه البشر

من ليس في خيره شر يكدره ... على الصديق ولا في صفوه كدر

من ليس فيه إذا قاومته زهق ... وليس فيه إذا عاشرته عسر

لا يأمن القوم ممساه ومصبحه ... من كل أوب وأن لم يغز ينتظر

فإن جزعنا فمثل الخطب أجزعنا ... وإن صبرنا فأنا معشر صبر

إن تقتلوه فقد أشجاكم زمناً ... كذاكم ذو النصلين ينكسر

[٦٩٧ فأخذ هذا البيت أبو تمام فقال طويل:]

وما كنت إلا السيف لاقى ضريبة ... فقطعها ثم انثنى فتقطعا

[٦٩٦ "مكرر"]

إذا عدو رآه في منازلة ... يوماً فقد كان يستعلي وينتصر

٦٩٨ أخبرني أبي رحمه الله، عن ابن دريد قال: أخبرني أبو الحسن بن الخضر قال أخبرني أبو هقان قال: أشعر الناس في المرائي المقطعات، أربعة:

١- منهم متهم بن نويرة في قوله طويل:

وقالوا: أتبكي كل قبر رأيته ... لميت ثوى بين اللوى فالدكادك

<<  <   >  >>