للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أراد أنهم [يريحون إخوانهم فيجيرونهم] .

[٧٣٢ ويقولون: "فدى لك ثوبي، وفدى لك ردائي" معناه أنا أفديك قال الأعشى [طويل] :]

فإني وثوبي راهب اللج والتي ... بناها قصى وحده فابن جرهم

٧٣٣ يقال: "فلان دنس الثياب" إذا كان غادراً فاجراً، قال اليشكري [طويل] :

ولكنني أنفي عنا لذم [والدنا] ... وبعضهم للغدر في ثوبه دسم

[٧٣٤ ويقولون "فدى لك [إزاري] : أي نفسي، قال الشاعر [وافر] :]

ألا أبلغ أبا حفص رسولاً ... فدى لك من أخي ثقة إزاري

أي نفسي.

[٧٣٥ ويقولون "دم فلان في إزار فلان" أي هو صاحبه، قال أبو ذؤيب الهذلي [طويل] :]

ثبراً من دم القتيل وبزه ... وقد علقت دم القتيل إزارها

وقال أوس [كامل] :

[نبتت أن] دما حراماً نلته ... وهريق في برد عليك محبر

أي أنت صاحبه، وقال الآخر "كأني نضوت حمائضاً من ثيابها" أي لبست محاراً وخزاً.

[٧٣٦ ويقال "فلان عفيف الأزار، طيب الحجزة" إذا كان عفيف الفرج قال النابغة [طويل] :]

رقاق النعال طيب حجزاتهم ... [يحيون بالريحان يوم السباسب]

وقال الخرنق بنت بدر [كامل] :

النازلون بكل معترك ... والطيبون معاقد الأزرار

٧٣٧ ويقال: "هو طيب العذرة" والعذرة: البناء، يقول لا يحضر بناءه أحد من أهل الريبة والسوء، قال الشاعر [منسرح] :

كأن لا يحرص الصديق ولا ... يعلم الفحش طيب العذرات

ويقال "هو عفيف الشفة" إذا كان قليل المسألة، و"شديد الجفن" إذا كان صبوراً على السهر.

هذا باب: يريدون أن يجيئوا بالشيء فلا يمكنهم فيأتون بشيء من سببه، يدل عليه

[٧٣٨ نحو قول رؤبة [رجز] :]

[وعدة عجت عليها صحبي] ... كالنحل في ماء الرضاب العذب

أراد كالعسل، وقال لبيد [كامل] :

بجلالة توفي الجديل، سريحة ... مثل الفنيق، هنأته بعصيم

والعصيم: أثر الهناء، وأثر الخضاب، فأراد هنأته بهناء، فقال بعصيم، لأنه من سبب الهناء، وقال الجعدي [منسرح] :

كأن فاهاً إذا توهم من ... طيب مشم وحسن مبتسم

ركب في السام والزبيب أقا ... حي كثيب تندى من الرهم

أراد أن يقول: ركب في [السام والخمر فلم يمكنه، فقال والسام والزبيب فقد] كان الخمر من سببه، وأما ذهب إلى طيب الرائحة في فيها والسام: عرق المعدن الذي يكون فيه الذهب.

[٧٣٩ ومثل هذا قول الآخر [طويل] :]

كنوز العراب الفرد يضجبه الندى ... تعالى الندى في متنه وتحدرا

يريد بالندى الأول المطر، وبالندى الثاني الشحم، فسماه باسم الندى، [لما كان سبباً من أسبابه] كما قال أبو دؤاد [خفيف] .

أبلى الإبل لا يحوزها الرا ... عون مج الندى عليها المدام

يريد بالندى الشحم، وبالمدام الغيث الدائم.

هذا باب اتسعت العرب فيه: فجعلوا الفاعل مفعولاً، والمفعول فاعلاً في اللفظ

[٧٤٠ قال ابن الرقيات [مجزوء الرمل] :]

أسلموها في دمشق كما ... أسلمت وحشية وهفا

قال أبو عبيدة: هذا مقلوب، جعل الفاعل في موضع المفعول.

[٧٤١ وقال القطامي [وافر] :]

فلما أن جرى سمن عليها ... كما بطنت بالفدن السياعا

أي كما بطنت بالسياع الفدن.

[٧٤٢ وقال الحطيئة [طويل] :]

فلما رأيت الهون والعير ممسك ... على رغمه ما أثبت الحبل حافره

أراد ما أثبت الحبل حافره، قال الأصمعي: "وليس هذا على ما تأول، إنما المراد أن [الحافر] رد الحبل، ومنعه أن يخرج من اليد أو من الرجل، وكذلك أراد الأول "وقال إنما معناه: أسلمت فنجت، أي لم تقع فيه، وقال العباس بن مرداس [وافر] :

فديت بنفسه نفسي ومالي ... ولا آلوك إلا ما أطيق

أراد فديت نفسه بنفسي.

[٧٤٣ وأنشد أبو عمرو بن العلاء [وافر] :]

[رأيت] بني شرحبيل بن عمرو ... تماروا، والفجور من التماري

أي: والتماري من الفجور.

وقال الأخطل [بسيط] :

مثل القنافذ هداجون قد بلغت ... نجران أو بلغت سوآتهم هجر

إنما هو: وبلغت سوآتهم هجر، فقلب.

هذا باب اسمين: يغلب أحدهما فينسب صاحبه إليه

٧٤٤ قال الأصمعي: إذا كان أخوان، أو صاحبان، أحدهما أشهر من الآخر، سميا جميعاً بالاسم الأشهر كما قال الشاعر [وافر] :

<<  <   >  >>