للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأدخل فيها هذا البيت، فقال موسى شهوات: "ما رأيت مثلك يا أحوص أنشدتك قصيدة لي، فذهبت بأفضل بيت فيها فقال الأحوص: "والله ما هو لي ولا لك، وما هو إلا للبيد حيث يقول [خفيف] :

وكذاك الزمان يذهب بالن ... اس وتبقى الديار والآثار

فعفا آخر الزمان عليهم ... فعلى آخر الزمان الديار

٨٣٤ أخبرا أبو عمر عن ثعلب عن أبي نصر عن الأصمعي [عن عبدا] لرحمان بن أبي الزناد [قال: مر أعرابي] بكثير وهو ينشد:

أود لكم خيراً...... ... ... بن كعب لاختلاف الطبائع

فنادى الأعرابي [بكثير] والله [إن هذا البيت] من شعر قلته فقال كثير: "إن يكن لك فما نفعني [ادعاؤه] .

[باب]

[تنازع الشاعرين في الشعر]

[في قول واحد منهما] إن ذلك من قبله دون صاحبه.

٨٣٥ أخبرنا عبيد الله بن أحمد النحوي [قال أخبرنا] محمد بن الحسن بن دريد قال أخبرني عمي الحسين بن دريد عن أبيه عن ابن الكلبي عن أبيه قال: حضر الحارث بن طفيل الأزدي عكاظ، وكان فارساً شاعراً، وبها عنترة بن شداد العبسي، وكان عنترة قد قال [كامل] :

لمن الديار عفون بالسهب ... بنيت على خطب من الخطب

ثم أجبل فقال الحارث.

إذ لا ترى إلا مقاتلة ... وعجانسا يرقلن بالركب

ومدججاً بسعى بشكته ... محمرة عيناه كالكلب

ومعاشراً صدأ الحديد بهم ... عبق الهناء مخاطم الجرب

لما سمعت نزال قد دعيت ... أيقنت أنهم بنو كعب

كعب بن عمرو لا بكعب بني ... العنقاء والتبيان للنسب

فرميت كبشهم بقرحته ... فمضى وارشوه بذي كعب

شكوا يديه بالرماح كما ... شك الصديع نوافر الشعب

فكأن مهري ظل منغمساً ... بشبا الأسنة مغرة الجأب

بل رب موضوع رفعت ومر ... فوع وضعت بمنزل اللصب

فقال عنترة: أنا والله قائلها، فقال الحارث: بل أنا والله قائلها، فتباهلا أن يقتل الله الكاذب قبل أن يأتي مثل ذلك اليوم من العام المقبل. وتفرقا، فخرج عنترة في باقي الأشهر الحرم يتجازى ديناً له، فلقيه الأسد الرهيص الطائي في نفر، فقتلوه، -ويقال: بل لقيه برج من مسهر الطائي فقتله- وقال أبو عبيدة: بل أصابته ريح قرة، بين شرج وناظرة فهرأته فمات بالحثحث، ترويها عبس في شعر عنترة، ويرويها الأزد للحارث بن الطفيل.

٨٣٦ وأخبرنا أبو عمر عن ثعلب عن الأثرم عن أبي عبيدة قال أخبرنا منتج بن نبهان النمري العدوي قال دخل عمر بن لجأ على ابن لقمان الخزاعي وكان على صدقات الرباب فأنشده بيتاً وهو [طويل] :

تريدين أن أرضى وأنت بخيلة ... ومن ذا الذي يرضي الأخلاء بالبخل

فقال: لقد أنشدني هذا البيت جرير، فقال عمر: لقد سرقه مني جرير، قال فبينا هو عنده إذ دخل عليه جرير، فقال له ابن لقمان: من يقول هذا البيت؟ فقد زعم عمر بن لجأ أنك سرقته منه، فقال جرير: أنا أسرقه منك؟ وأنت وصفت فحلها "كالضرب الأسود من ورائها"فقال عمر ابن لجأ: أتعيب هذا علي وأنت القائل [طويل] :

وأكرم عند المردفات عشية ... لحاقاً إذا ما جرد السيف لامع

فتركتهن حتى ألحقن، أي نكحن، ولحقتهن عشية، أي قد كان ينبغي لك أن تحميهن قبل أن يسبين وينكحن، ثم يلحقهن عشية، فقال جرير [بسيط] :

يا تيم تيم عدي لا أبا لكم ... لا يلقينكم في سوءة عمر

أحين صرت سناماً يا بني لجأ ... وخاطرت بي عن أحسابها مضر

خل الطريق لمن يبني المنار به ... وابرز ببرزة حيث اضطرك القدر

-برزة: أم عمر بن لجأ- فقال [عمر] [بسيط] :

لقد كذبت وشر القول أكذبه ... ما خاطرت بك عن أحسابها مضر

ألبست نزوة خوار على أمة ... لبست الخلتان: البخل والخور

فهذا بدء ما كان بينهما.

[باب]

[المعاني العقم وهي الأبكار المبتدعة]

[٨٣٧ قال امرؤ القيس [طويل] :]

إذا ما استحمت كان فضل جميعها ... على متنتيها كالجمان على الحال

وهو أول من نطق بهذا المعنى، وتعاوره الناس بعده، وقد ذكرت طرفاً منه فيما تقدم.

[٨٣٨ فحاول الوليد بن يزيد أخذ هذا التشبيه فقال: وأتى به في بيتين [متقارب] :]

كأن الحميم على متنها ... إذا اغترفته بأطساسها

<<  <   >  >>