للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عذراً.... فإني لم أجدله إلا القليل. قال يمدح الملك العادل وأولاده من قصيدة:

وله البنون بكل أرض منهم ... ملك يقود إلى الأعادي عسكرا

من كل وضاح الجبين تخاله ... بدراً وأن شهد الوغى فغضنفرا

متقدم حتى إذا النقع أنجلى ... بالبيض عن سبي الحريم تأخراً

قوم زكوا أصلاً وطابوا محتداً ... وتدفقوا جوداً وراقوا منظراً

وتعاف خليهم الورود بمنهل ... ما لم يكن يوم الوقائع احمرا

يعشوا إلى نار الوغى شغفاً بها ... ويجل أن يعشوا إلى نار القرى

إلى أن قال:

العادل الملك الذي أسماؤه ... في كل ناحية تشرف منبراً

وبكل أرض جنة من عدله ال ... ضافي أسال نداه فيها كوثراً

عدل يبيت الذئب منه على الطوى ... غرثان وهو يرى الغزال الأغفرا

ما في أبي بكر لمعتقد الهدى ... شك يريب بأنه خير الورى

سيف صقال المجد أخلص متنه ... وأبان طيب الأصل منه الجوهرا

ما مدحه بالمستعار له ولا ... آيات سؤدده حديثاً يفترى

بين الملوك الغابرين وبينه ... في الفضل ما بين الثريا والثرى

نسخت خلائقه الحميدة ما أتى ... في الكتب عن كسرى الملوك وقيصرا

ملك إذا خفت حلوم ذوي النهي ... في الروع زاد رصانة وتوقرا

ثبت الجنان تراع من وثباته ... وثباته يوم الوغى أسد الشرى

يقظ يكاد يقول عما في غد ... ببديهة أغنته أن يتفكرا

حلم تخف له الحلوم وراءه ... رأي عزم يحقر الإسكندرا

يعفو عن الذنب العظيم تكر ما ... ويصد عن قول الخنى متكبراً

لا تسمعن حديث ملك غيره ... يروي فكل الصيد في جوف الفرا

تم الاختيار من شعر ابن عنين ويليه الاختيار من شعر علي بن الحسين المعروف بصردر.

[شعر صردر]

هو علي بن الحسين المعروف بصردر يمدح محمد بن جهير الموصلي الوزير الملقب فخر الدولة الثعلبي.

لجاجة قلب ما يفيق غرورها ... وحاجة نفس ليس يقضي يسيرها

وقفنا صفوفاً في الديار كأنها ... صحائف ملقاة ونحن سطورها

يقول خليلي والظباء سوانح ... أهذي التي تهوي فقلت نظيرها

لئن شابهت أجيادها وعيونها ... فقد خالفت أعجازها وصدورها

فواعجباً منها يصد أنيسها ... ويدنو على ذعر الينا نفورها

وما ذاك إلا أن غزلان عامر ... يثقن بأن الزائرين صقورها

ألم يكفيها ما قد جنته شموسها ... على القلب حتى ساعدتها بدورها؟

فو الله ما أدري غداة نظرتها ... أتلك سهام أم كؤوس تديرها؟

فإن كن من نبل فأين حفيفها ... وغن كن من خمر فأين سرورها

أيا صاحبي أستاذناً لي خمارها ... فقد أذنت لي في الوصول خدورها

هباها تجافت عن خليل يروعها ... فهل أنا إلا كالخيال يزورها

وقد قلتما لي ليس في الأرض جنة ... أما هذه فوق سجن وهو فيه أسيرها

يعز على الهيم الخوامس وردها ... إذا كان ما بين الشفاه غديرها

أراك الحمى قل لي بأي وسيلة ... توسلت حتى قبلتك ثغورها

ومن مديحها:

أعدت إلى جسم الوارة روحه ... وما كان يرجى بعثها ونشورها

اقامت زماناً عند غيرك طامثاً ... وهذا الزمان قرؤها وطهورها

من الحق أن يحبي بها مستحقها ... وينزعها مردودة مستعيرها

إذا ملك الحسناء من ليس كفؤها ... أشار عليهم بالطلاق مشيرها

وله أيضاً:

قد بان عذرك والخليط مودع ... وهوى النفوس مع الهوادج يرفع

لك حيث ما سرت الركائب لفتة ... أترى البدور بكل واد تطلع

في الظاعنين من الحمى ظبي له ... الأحشاء مرعى والمآقي مكرع

ممنوع أطراف الجمال رقبة ... حذراً عليه من العيون البرقع

عهدي الحبائل صائدات شبهه ... فارتاع فهو لكل حبل يقطع

لم يدر حامي سربة أني إذا ... حرم الكلام له لساني الأصبع

وإذا الطيوف إلى المضاجع أرسلت ... بتحية منه فعيني تسمع

يليه الاختيار من شعر أبي الحسن التهامي:

[شعر]

أبي الحسن التهامي

عبس من شعر في الرأس مبتسم ... ما نفر البيض مثل البيض في اللعم

<<  <   >  >>