للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أضحى عايك حلالهن محرماً ... ولقد يكون حرمهن حلالا

أن الكواعب أن رأينك طاويا ... برد الشباب طوين عنك وصالا

"وإذا دعونك عمهن فانه ... نسب يزيدك عندهن خبالا"

تم الاختيار من شعر أحمد بن عبد ربه ويليه الاختيار من شعر عبد بن أيوب التيمي

[شعر]

عبد الله التيمي قال يمدح عمر بن مسعدة:

أعني على بارق ناضب ... خفي كوحيك بالحاجب

كأن تألقه في السماء ... يدا كاتب أو يدا حاسب

فروى منازل تذكارها ... يهيج من شوقك الغالب

غريب يحن لأوطانه ... ويبكي على عصره الذاهب

كفاك أبو الفضل عمرو الندى ... مطالعة الأمل الكاذب

عريض الفناء طويل البناء ... في العز والشرف الثاقب

بنى الملك طود له بيته ... وأهل الخلافة من غالب

هو المرتجى لصروف الزمان ... ومعتصم الراغب الراهب

جوادج بما ملكت كفه ... على الضيف والجار والصاحب

بأدم الركاب ووشي الثياب ... والطرف والطفلة الكاعب

نؤمله لجسام الأمور ... ونرجوه للجلل الكارب

خصيب الجناب مطير السحاب ... بشيمته لين الجانب

يروي القنا من نحور العدى ... ويغرق في الجود كالاعب

إليك تبدت بأكوارها ... حرجيج في مهمه لاحب

كأن نعاما تبارى بنا ... بوابل من برد حاصب

يزرن ندى كفك المرتجى ... ويقضين من حقك الواجب

ولله ما أنت من خابر ... بسجل لقوم ومن خارب

فتسقى العدى بكؤوس الردى ... وتسبق مسألة الطالب

وكم راغب نلته بالعطا ... وكم نلت بالعطف من راهب

وتلك الخلائق أعطيتها ... بفضل من المانع الواهب

كسبت الثناء وكسب الثناء ... أفضل مكسبة الكاسب

يقينك يجلو ستور الدجى ... وظنك يخبر بالغائب

قال صاحب زهر الآداب لما أورد هذه القصيدة.

هذا الشعر يتدفق طبعاً وسلاسة والكلام الجيد الطبع مقبول في السمع قريب المثاتل بعيد المنال أنيق الديباجة رقيق الزجاجة يدنو من فهم سامعه كدنوه من فهم صانعه، يطرد ماء البديع على وجناته ويجول رونق الحسن في صفحاته كما يجول السحر في الطرف الكحيل والأثر في السيف الصقيل.

وقال جمال الدين ابن نباتة معزيا عن ملك ومهنئاً بملك:

هناء محا ذاك العزاء المقدما ... فما عبس المحزون حتى تبسما

ثغور ابتسام في ثغور مدامع ... شبيهان لا يمتاز ذو السبق منهما

تدر مجارى الدمع والبشر واضح ... كوابل غيث في ضحى الشمس قدهما

سقى الغيث عنا تربة الملك الذي ... عهدنا سجاياه أبر وأكرما

ودامت يد النعمى على الملك الذي ... تدانت به الدنيا وعز به الحمى

مليكان هذا قد هوى لضريحه ... برغمي وهذا للأسرة قد سما

ودوحة فضل شاذوى تكافأت ... فغصن ذوى منها وآخر قد نما

كأن ديار الملك غاب إذا انقضى ... به ضيغم أنشا له الدهر ضيغما

فإن تلك أوقات المؤيد قد خلت ... فقد جددت علياك وقتاً وموسما

هو الغيث ولى بالثناء مشيعاً ... وأبقاك بحراً بالمواهب مفعماً

إذا الغيث صلى خلف جدواك راكعاً ... ثنت عزمه للاعتراف فسلما

يراعك يوم السلم ينهل ديمة ... وسيفك يوم الحرب ينهل في الدما

فعش للورى واسلم سعيدا مهنئاً ... فحظ الورى في أن تعيش وتسلما

أعدت زمان البشر والجود والثنا ... إلى أن ملأت العين والكف والفما

ولمحمد بن زريق البغدادي نادماً على الإفراط في طلب الدنيا، وكان قصد الأندلس في طلب الغنى، فلم يرجع لبغداد، ووجدت هذه القصيدة تحت وساده هي قوله رحمه الله تعالى:

لا تعذليه فإن العزل يولعه ... قد قلت حقاً ولكن ليس يسمعه

جاوزت في لومه حداً أضر به ... من حيث قدرتن أن اللوم ينفعه

فاستعملي الرفق في تأنيبه بدلا ... من عنفه فهو مضنى القلب موجعه

قد كان مضطلعاً بالخطب يحمله ... فضيقت بخطوب البين أضلعه

يكفيه من لوعة التنفيذ أن له ... من المنى كل يوم ما يروعه

ما آب من سفر إلا وأزعجه ... رأي إلى سفر بالعزم يجمعه

<<  <   >  >>