للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولست بميال إلى كل صارخ ... ولا طالب للورد من كل منهل

وإن جهلت قدري بلاد هجرتها ... مشيحاً كصوب العارض المتهلل

جزى الله موج البحر عني وفلكه ... جزاء كريمٍ واسع الجود مفضل

هما أنزلاني والحوادث جمة ... بروض أريض وافر الظل مخضل

له معهد حل السماح نطقه ... به عن قديم ثم لم يتحول

حمى معدن العليا وغيث أولي الظما ... وعون ذوي البلوى وغيث المؤمل

جناب نظام الدين أحمد من سما ... على الناس في مج أخيرٍ وأول

حوى ما حواه الأكرمون وفاقهم ... بسعي معم المكارم مخول

فصاحة قسٍ في سماحة حاتم ... وإقدام عمرو في وفاء السموأل

حليف الندى في صدر محفل ... وحتف العدى إن سار في صدر جحفل

كأن له في منبت كل شعرةٍ ... يداً في لظى الهيجاء تسطو بمنصل

جواد إذا ضن الجواد بماله ... وقور إذا خفت قواعد يذبل

غيور إذا خلى الغيور حريمه ... حمول إذا اجتثت أصول التحمل

فما روضة بالحزن باكرها الحيا ... بأرعن رجاسٍ من المزن مسبل

إذا خطرت فيها الصبا عبقت بها ... عوابق من ريا عبيرٍ ومندل

بأطيب نشراً من خلائق أحمد ... ومن شك أو لم يدر ما قلت يسأل

وهيهات أن أحصي علاه وجوده ... دليل على إمكان كون التسلسل

نديمي أدر كأس راح حديثه ... ودعني من ذكرى حبيب ومنزل

ففيه وإلا فالحديثُ مضيعٌ ... وعنه وإلا فهو عين التقول

إليك نظام الدين مني مدائحاً ... تفوق على نظم الجمان المفضل

وما أنا ممن يجعل الشعر همه ... وإن كان شعري نزهة المتأمل

ولكن دعاني ما رأيت وشاقني ... علاك فطاب المدح فيك ولذَّ لي

تهنَّ بعيد أنت في الناس مثله ... تفوق عليهم بالمعالي وتعتلي

[شعر]

منجك الشامي قال صاحب (السلافة) : أمير مورده في الفضل نمير، ومحله لأعلى الكواكب سمير، تأصلت دوحة فضله بالشام وتفرعت، واقتدت مكارمه بأسلافه في الكرم وتبرعت، إلى نخوة، وهمة تستنير بها اليالي المدلهمة، وشرف ومجد أشرق بهما كل غور ونجد، وحميد أخلاق سلمت من مساوىء الزهو والكبر، وآداب تكاد بيوته إذا ذكرت يبيض من نورها الحبر، وقد وقفت له على قطعة عليها أمارة الإمارة، وجزالة البدو، ورقة الحضارة، هي عنوان ملكته في الأدب واقتداره، وعلو مقامه وسمو مقداره وهي:

دنواً فقد أوهى تجلدي البعد ... ووصلاً فقد أدمى جوانحي الصد

أحن غراماً فيك خيفة كاشح ... ومن مدمعي ودق ومن كبدي وقد

وبي فوق ما بي الناس من لاعج الهوى ... ولكن أبي أن يجزع الأسد الورد

فيا من يبيد الرشد فيمن أحبه ... متى يلتقي الحب المبرح والرشد؟

تلاعبت بالأشواق حتى لعبن بي ... وما كنت أدري أن هزل الهوى جد

بليت بقاسٍ لا يرق فؤاده ... علي وها قد رقَّ لي الحجر الصلد

أعاني به ما يعجز الدهر بعضه ... وأحمل ما قد كلَّ عن حمله الجهد

وأدفع عن النفس وهي عصية ... وهل يمكن الظمآن عن مورد ردُّ

إذا جئتها يوماً لبث شكية ... أروح بأشجان على مثلها أغدو

تهددني من مقلتيها إذا رنت ... قواضب مما يطبع الله لا الهند

حداد يلوح الموت في صفحاتها ... مواضٍ لها في كل جارحة غمد

وأشتاق إما عن في القلب ذكرها ... وأطرب ما بات اللسان بها يشدو

شعر العادي

<<  <   >  >>