للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وصادق عزم إن طما ليل فتنة ... تبلج منه حنادسه فجر

ركوب لما يخشى من الخطب عالم ... بأَن المعالي دونها الخطر الوعر

مغازٍ لها في الغرب والشرق رجفة ... وفي أفق العليا هي الأنجم الزهر

مشاهد فيها عزز الدين واعتلى ... وادحض فيها الجو وانمحق الكفر

وفيما مضى للشاهد اليوم عبرة ... ولكن قلوب حشوها الغل والوغر

ومن كلن عما قلته متجاهلاً ... ستصدقه قولي المهندة البتر

فقل لحسين دام فيي النفوس منزع ... ألا ترعوي من قبل أن يقصم الظهر

زجرت طيور النحس تحسب أنها ... سعودفلا طرق أفاد ولا زجر

أماني مخدوع يعلل نفسه ... من دون هاتيك المنى المشرب المر

وضرب كأفواه المخاض مجاجة ... دم تمتريه البيض واللدنة السمر

ترقب لها ملمومة تملأ الفضا ... يسوق إليك الوحش من لغطها الذعر

تظل عليها سغب الطير عكفاً ... معودة أن القبيل لها جزر

يدبرها عزما ًورأيا ومنفصلا ... مدير رحاها لا كهام ولا غمر

إمام الهدى عبد العزيز الذي رنت ... إليهالمعالي قبل أن تكمل العشر

أتانا به الله الكريم بلطفه ... على حينماج الناس واستفحل الشر

وشعبت الأهواء دين محمد ... ولم يك نهي عن فساد ولا أمر

وولي أمر الناس من لا يسوسهم ... بشرع وخاف الفاجر المؤمن البر

فأسفر صبح المسلمين وأشرقت ... بطلعته أنوارهم وانتفى العسر

وأعطوا بعيد الذل عزاً وبدلوا ... من الخوف أمناً والشقا بعده اليسر

أليس من قاد المناقب شزبا ... إلى كل جبار دخائله المكر

فلم يغنه طول الدفاع وحصنه ... ولن يؤوه لوفر بّر ولا بحر

مفيد ومتلاف إذا جاد أو سطا ... فما الأسد الضاري وما الوابل الغمر

طلوب لأقصى غاية المجد كلما ... رقى رتبة منها يقل فوقها القدر

إليك إمام المسلمين تطلعت ... تراعي بينها الشام وانتصرت مضر

وناداك ملتف الحطيم ويثرب ... ولولا احترام البيت قد قضي الأمر

وأي امرئٍِ لم يعتقدك أميره ... فأيمانك لغوٌ وعرفانه نكر

وهل مؤمن إلا يرى فرض نصحكم ... وطاعتكم حقاً كما وجب الذكر

ومن شذ عن رأي الجماعة حظه ... وإن صام أو صلى من العمر الوزر

ودونكها ولاجة كل مسمع ... يقال إذ تتلى كذا تحسن الشعر

وصلى غله العالمين على الذي ... له الحوض والزلفى إذا ضمنا الحشر

محمد الهادي الأمين وآله ... وأصحابه ما هز نبت الربى قطر

[شعر سلمان بن سمحان]

ومن قول الشيخ سليمان بن سمحان يسلي الإمام عبد العزيز, بعد الهزيمة التي أجراها الله عليه في يوم جراب سنة ١٣٣٣:

أمور القضا ليست بحكم العوالم ... ولكن إلى رب حكيم وعالم

قضاها إله العرش جل جلاله ... وقدرها من قبل خلق العوالم

بخمسين ألفاً قدرت من سنيننا ... فليس لأمر حمه من مقاوم

فلو أن لو تجدي وتنفع قائلاً ... لأصبح مفتوناً بها كل لائم

يلوم على ما قدر الله وانقضى ... فتباً له ماذا جنى من مآثم

وما كان هذا الأمر بدعاً فقد جرى ... لأفضل خلق الله صفوة هاشم

محمد الهادي إلى الرشد والهدى ... وأصحابه أهل النهى والمكارم

لئن كان قد أضنى بنا ما أمضنا ... بشؤم الذنوب المعضلات العظائم

من القرح ما نرجه من فضل ربنا ... وإحسانه محواً لتلك الجرائم

فقد مسّهم من ذلك القرح فادح ... فكانوا طعاماً للنسور الحوائم

بأيدي رجال من ذوي الصدق في اللقا ... حماة كماة الأسود الضراغم

يسومون الهيجا نفوساً عزيزة ... وترخص منهم في حضور المواسم

وقد غادروا أبناء حائل في الوغى ... جثاثاً ركاماً كالهشيم لشائع

وقد منّ مولانا بطلعتك التي ... أضاءت بها شمس العلى في العوالم

فأصبح هذا الناس في ظل مجدكم ... بأمن وفي رغد من العيش ناعم

وجاء بك المولى معافى مسلماً ... وأعداك في كبت وذل ملازم

لتنصر دين المصطفى وتقيمه ... وتنكأ من أعدائنا كل غاشم

<<  <   >  >>