للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لكن الذي يعرف باسمهم من تلك الديار قليل، وهم على ما يُعرف عنهم أهل [نُجعةٍ] ورحيل، وحسبي ما ذكرته على جهد الطاقة، وهو قليل، والحمد لله على منه وفضله، إنه نعم الوكيل.

[الباب الثاني]

القولُ في ذِكْرِ الدَّاراتِ التي مفردُها دارَةٌ

قال أبو عبد الله: دارات العرب، مواضيع في ديارهم، وهي كثيرة، أحصاها العلماء و [أوعبوها] وذكروا مواضعها وعينوها، وتحدثوا في أمرها ونسبوها، وها أنا ذا أذكر ما وقفت إليه منها، لأعرف بها وأزيل اللبس عنها.

استخرجتها من كتب العلماء، وذللت عليها بشعر الشعراء، على حسب الجهد والطاقة، ورأيت أنها لم تتجاوز عند بعضهم العشرين، وبلغ بها أبو الحسين أحمد بن فارس الأربعين، وزدت عليها بحول الله، فأربت على [التسعين] وقد سبق أن شرحت معناها، وأوضحت أصلها واشتقاقها ومبناها وباسم الله ابدأ بأولاها، فأقول: ١ دارة: مفردة غير مضافة، جاءت في شعر الطرماح، قال:

ألا ليت شعري، هل بصحراء دارة ... إلى وارداتِ الأريمينِ ربوعُ

٢ [دارة: غير مضافة أيضاً، بلد بالخابور، قرب قرقيسيا] .

ومن الدارات المضافة:

٣ دارة الآرآم: وهي للضباب، عند جبل لهم بين مكة والمدينة. وآرآم، يد، ويقصر، جمع رئمٍ وهو الظبي الأبيض الخالص في بياضه؛ قال برج بن مسهرٍ المازني، وكان الحجاج ألزمه الخروج إلى قتالِ الأزارقة مع المهلب: فهرب منه إلى الشام:

أيوعدني الحجاج إن لم أقم له ... بسولاف حولا في قتال الأزارق

وإن لم أردْ أرزاقه وعطاءه ... وكنتُ أمرءاً صباً بأهل الخرانق

فأبرقْ وأرعدْ لي إذا العيسُ خلّفتْ ... بنا دارة الآرآم، ذات الشقائق

وحلِّفْ على اسمي بعد أخذك منكبي ... وحبِّس عريف الدرْدقي المنافق

٤ دارة الأرْجامِ: بالفتح في أوله، ثم السكون في ثانيه، وجيم بعدهما فألفٍ فميمٍ.

والأرجام: جبلٌ، قال الشاعر:

إن المدينة، لا مدينةَ فالزمَي ... أرض الستارِ، ودارة الأرجامِ

قال الأصمعي: الستارُ: جبالٌ صغارٌ سودٌ منقادةٌ لبني أبي بكر بن كلاب.

٥ دارة الأسواط: بظهر الأبرق، بالمضجع تناوحهُ حمةٌ، وهي برقةٌ بيضاءٌ لبني قيس بن جزء ابن كعب بن أبي بكر بن كلابٍ.

والأسواط في الأصل: مناقع المياه.

٦ دارة الإكليل: سميت هذه الدارة باسم موضعٍ ولم أظفر لها بشاهدٍ.

٧ دارة الأكوار: قال الزمخشري: في ملتقى دار ربيعة ابن عقيل، ودار نهيكٍ والأكوار جبالٌ.

٨ دارة أبرق: بوزن أحمر. قال الأصمعي: الأبرق والبرقاء: حجارةٌ ورملٌ. وكذلك البُرقة.

وقال ابن الأعرابي: الأبرقُ: جبلٌ مخلوطٌ برملٍ. وقال ابن شميل: البُرقة: أرض ذات حجارة وتراب، الغالب عليها البياض، وفيها حجارة حمرٌ وسودٌ، والتراب أبيض أعفر، وهو يبرق بلون حجارتها وترابها، وإنما برقها اختلاف ألوانها، وتنبت أسنادها وظهرها البقل والشجر نباتاً كثيراً، ويكون إلى جنبها الروض أحياناً.

٩ [و] دارة أبرق: ببلاد بني شيبان، عند بلدٍ لهم يقال له (البطن) .

قال الزمخشري: دارةٌ أبرق لبني عمرو بنربيعة.

١٠ دار [أُجُدٍ] : عن ابن السكيت، ولم أظفر لها بشاهدٍ.

١١ دارة أهرى: من أرض هجر. قال نابغة بني جعدة:

جزى الله عنا رهط قُرَّة نظرةً ... وقرَّةُ إذْ بعضُ الفعالِ مزلجُ

تدارك عمرانُ بن مرةَ ركضهُمْ ... بدارة أهوى، والخوالجُ تخليجُ

وقال نصرٌ: أهوى وأُصهيب: ماءان لحمان، وهما من المروت، وأهل المروتِ من بني حمان. وبين أهوى وحجرِ اليمامة أربع ليالٍ. وعن أحمد بن يحيى أهوى، بفتح الهمزة وكسرها، ذكرها الراعي في قوله:

تهانقْتَ، واستبكاكَ رسمُ المنازلِ ... بدارةِ أهوى، أو بسوقةِ حائلِ

وقال: أهوى: ماءةٌ لبني قُتيبة الباهليين. قال الراعي أيضاً:

فإن على أهوى لألأمَ حاضرٍ ... حسباً، وأقبح مجلسٍ ألوانا

١٢ دارة باسلٍ: بالباء الموحدة، عن ابن السكيت، ولم أظفر بشاهد، وما أظنها إلا دارة مأسلٍ. وقد ذُكرت بعد هذا.

<<  <   >  >>