للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان لمحمود بن سبكتكين صاحب غرنة كنصاب المرأة من الياقوت الأحمر إذا ركب قبض عليه بيمينه فتبين طرفاه من جانبي يده بحيث ينظر إليهما الناس ووجد في خزائن مروان بن محمد مائة جذع أرضها بيضاء فيها خيوط سود وحمر سعتها ثلاثة أشبار وأرجلها ذهب فيقال إنها صنعت على شكل المشتري من أكل منها لا يشبع.

ووجد أيضاً في خزائنه جام من زجاج فرعوني غلظ أصبع وفتحه شبر ونصف في وسط صورة أسد ثابت وأماه رجل قد برك على ركبتيه وقد أغرق السهم في القوس وكان فيما أخذ من خزائن قصر العاضد العبيدي بعد وفاته الحبل الياقوتي وكان وزنه سبعة عشر درهماً أو سبعة عشر مثقالاً ولما انهزم أبو الفوارس بن بهاء الدولة البويهي من أخيه سلطان الدولة قصد يمين الدولة محمود بن سبكتكين فبلغ محمود أنه باع جوهرتين كانتا على جبهة فرسه فاشتراهما نصير الدولة صاحب ديار بكر بعشرة آلاف دينار فقال من غلطكم ترككم على جبهة الفرس مثل هذا وقيمته ستون ألف دينار.

وأهدى صاحب قلعة اصطخر إلى السلطان الملك العادل ألب أرسلان السلجوقي قدح فيروزج فيه منوامسك مكتوب عليه جم شاد أحد ملوك الفرس الأول.

وأخذ يوسف بن تاشفين من عبيد بن المكين الصنهاجي وكان ملك أفريقية لما قبض عليه سبحة فيها أربعمائة حبة جوهر كل حبة قومت بمائة دينار ووجد في ذخائر العبيديين لما أخذ الملك منهم عشرة آلاف قطعة بلور محكم تفاوتت قيمتها من ألف دينار إلى عشرة دنانير ووجد فيها قطعة بلخش وزنها ثلاثة وعشرون قيراطاً.

ووجد فيما أفاء الله على السلطان محمود بن سبكتكين لما فتح الهند قطعة ياقوت أحمر زنتها أربعمائة وخمسون مثقالاً، وكان فيما أخذ لمؤيد الملك بن نظام الملك من الجواهر قطعة بلخش وزنها أحد وأربعون مثقالاً.

وحكى الواقدي في فتوح السند أن عبيد الله العبيدي عامل معاوية على السند غزا بلد القيفال فأصاب منه مغانم كثيرة وأن ملك القيفال بعث إليه يطلب الفداء وحمل إليه هدايا كان فيها قطعة مرآة يذكر أهل العلم أن الله تعالى أنزلها على آدم لم كثر ولده وانتشروا فكان ينظر فيها فيرى من بعد منهم على الحالة التي هو عليها من خير وشر فحملها عبد الله إلى معاوية فبقيت في ذخائر بني أمية إلى أن انتقل الملك منهم إلى بني العباس فصارت عندهم في الذخائر.

بدنة عبدة: ذكر أصحاب التواريخ أن عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان مات وخلف عاتكة بنت يزيد وكانت تحت عبد الملك بن مروان فلما ماتت عاتكة أوصت بأن يفرق مالها على أولاد أخيها فقسم عبد الملك تركتها بين عشامة وعبدة فتزوج عبد الملك عشامة وعزوج هشام عبدة فرآها يوماً هشام وقد ألقت حليها وإذا في نحرها خال فبكى وقال لأنت هي فقالت وما معنى هذا القول فقال إنا نروى أن امرأة خليفة وابنة خليفة في جيدها خال تذبح كما تذبح الشاة فقالت لا يجزيك الله إن كان الأمر صحيحاً فلا حيلة لي في دفع القضاء وإن لم يكن فلا معنى لتعجيل الهم فلما قتل عبد الله بن علي بن أمية واستباح أموالهم أخذ بدنة عبدة وبعث بجواهر إلى السفاح فعرضها على امرأته أم سلمة بنت يعقوب المخزومية فقالت ما لي لأرى بدنة عبدة فكتب إليه بذلك وأمره بإنفاذ بدنة عبدة فأنفذ إليه بدنة عبدة وزعم أنها هي فعرضها على امرأته فقالت ليست هي هذه بدنة الرائقة جارية هشام وحبة واحدة من بدنة عبدة أفضل من هذه كلها وعلامتها أن في ظهرها وصدرها خطين من كبار الياقوت الأحمر فكتب أبو العباس إلى عبد الله يعزم عليه في البعث ببدنة عبدة فكتب إليه بذلك فكره أن يبعث بعبدة لئلا تقر عليه ولم يجد بدّاً فبعث بها ودس بعض أجناده وقال إذا صرت بموضع كذا فاقتلوها فلما صارت بموضع من طريق الشام يعرف اليوم بجب عبدة وأرادوا قتلها قالت لهم إن كنتم عزمتم على هذا فاتركوني حتى أصلي وأستتر فتركوها فصلت وشدّت إزارها على يديها ورجليها وأبرزت لهم نحرها فذبحوها وكتب عبد الله إلى السفاح إني أنفذت عبدة فقتلها بعض الأعراب بالطريق فلما أوقع أبو مسلم الخراساني بعبد الله وهرب منه وأخذ ماله وأنفذه إلى المنصور أخذ البدنة فكانت في خزائن بني العباس إلى أن صارت إلى زبيدة بنت جعفر ثم بعث بها ذلك المتوكل إلى ابنة عبد الله بن طاهر التي زوجها من المعتز ولده.

<<  <   >  >>