للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قسينا الضواري تصيبها بأعين الأوتار حتى كدت دامية النحور ساقطة منا على الخبير كأنما وهى لدينا وقع لدى محاريب القسى ركع وأصبحت أطيارنا قد حصلت ولم تسأل بأي ذنب قتلت مستتبعاً وجه العشى وجه السحر وكل وجه منهما وجه أغر يا لك من صيد مقر العين مرضى الصحاب وهو ذو وجهين لم يرض ما وفي من الأمان حتى شفعناه بوجه ثان! يد الملوك الصيد بالكواسر والخيل في وجه الصباح السافر ذاك الذي تصبو له الجوارح فهي إلى طلابه طوامح واثقة بالرزق حيث كان تغدو خماصاً وتجيء بطانا سرنا على اسم الله والمباحج نعوم في الأقطار بالسوابح خيل تحاذى الصيد حيث مالا كأنها أضحت له ظلالاً تسعى بها قوائم لا تتبع وكيف لا وهى الرياح الأربع تحففنا من فوقها غلمان كأنهم من فوقها أغصان ترك تريك في سماء الملبس كواكباً طالعة في الأطلس منظومة الأوساط بالسلاح من كل شهم زجل الجناح وكل عضب درب المقاطع يحرف الهام عن المواضع على يد السائر منهم زاده من كل باز قرم فؤاده قد كتبت في صدره حروف تقرى بما تقرى به الضيوف وكل شاهين شهى المرتمى كبارق طار وصوب قد همى بينا تراه ذاهبا بصيده معتصما بأيده وكيده حتى تراه عائداً من أفقه ملتزما طائره في عنقه أفلح من كان على يسراه حتى غدت حاسدة يمناه وكل صقر مسبل الجناح مواصل الغدو والرواح ذو مقلة لها ضرام واقد تكاد تشوى ما يصيد الصائد كأنما المخلب منه منجل لحصيد أعمار الطيور مرسل يا حبذا طيور جد ولعب نهوى إلى الأرض وللأفق تثب من سنقر عالي المدا والشان معظم الأخبار والعيان يصعد خلف الرزق ليس يمهله كأنه من السماء يستعجله ومن عقاب بأسها مروع كأنها للطير حين تصرع كم جليت لطائر ومن وهن فكم وكم قد أهلكت من قرن وحبذا كواسر اللواهي عديمة الأنظار والأشباه مخصوصة بالطرد القويم حدباء ظهر الذنب الرقيم ذاك لعمري جذب للرائي تعدل ملك القلعة الحدباء هذا وقد تجهزت أعداد يجمعها الكلاب والفهاد من كل فهد عنتري الحملة أذراى شخص مهاة عيله مبارك الإقبال والأعراض مستقبل الحال بناب ماض كأنه من حدة اكتسابه قد أخرق الأنجم في أهابه له على مسائل الجفون خط كخط الإلفات الجون ما أبصر الباصر خطا مثله وكيف لا والخط لابن مقلة وكل منسوب إلى سلوق أهرت وثاب الخطا ممشوق طاوي الفؤاد ناشر الأظافر يا عجبا منه لطاو ناشر يعض بالبيض وبخطو بالقنا وشمبق لوهم لإدراك المنى كالقوس إلا أنه كالسهم والغيم يجلو عن شهاب رجم إذا رأى بقر الوحش اندفع كأنه المريخ في الثور طلع قاصرة عن يده عيناه مشروطة برجله أذناه يشفعه من كل عور عارى مغالب الصيد على الأوكار وأهالها من كلب طوارد معربة عن مضمر المصائد قد بالغت من طمع في كسبها ففتشت عن أنفس لم تحبها حتى إذا تمت بها الأمور حفت بنا لصيدها الطيور ما بين روضات صمدنا نحوها وحول آفاق ملكنا جوها واستقبلت أطيارها البزاة معلمة كأنها غزاة فلم نزل تسطو سطا الحجاج على الكراكي إلى الدراج حتى غدت تلك السراة صرعى مجموعة على التراب جمعا على الربى من دمها خلوق كأن كل نبتها شقيق ثم عطفنا للوحوش السانحة فاستقبلت تلك الضواري الطامحة كلاب صيد بينها سناقر يفعل في الوحش الفواقر يخشى بها العفر على نفوسها فالطير لا شك على رءوسها وللكلاب حولها مغار يكاد أن يقدح منها النار من نهم لسانه يلوب يقول هذا كوسج مخضوب يعانق الظبي عناق الوامق ما كان أغنى الطير عن معانق والفهد يشتد على الآجال شد وصى السوء في الآمال لا يهمل القصد ولا يخون كأن كل جسمه عيون وللزغاريات خلف الأرنب حقائق تبطل كيد الثعلب كم مرحت بالهارب الممدود وطوحت بصاحب الأخدود وربما مرت ظباء ومهى للنبل كل في حثاها مشتهى قد تسجت ملاءة من عنبر تخاط من فروتها بالإبر فابتدرت أجنحة السهام صائبة الأعراض والمرامي تجرح كل سانح نفور كأنه بعض شهود الزور كأن أقطار الفلاة مجربره أو روضة من الدماء مزهرة كأن صرعى وحشها كفار الموت عقبى أمرها والنار للمرء فيها منظر أحبه يملأ من شحم ولحم قلبه لله ذاك المنظر المهنا أي معاد عن ذراه عدنا قد ملئت من ظفر أبدينا وقد شكرنا فضل ما حيينا نسير حول الملك المنصور كالشهب حول القمر المنير.

<<  <   >  >>