للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأسنان وليس ذلك إلا من الكبر.

خواصه: يقال إن خصيته إذا ملحت بنورق أحمر ومصطكى وجففت وقليت بزئبق نفعت من البواسير والزحبر ووجع الأرحام ويقال إن من يمسح بشحم كليته يؤمن من أكل السباع ومرارته بغسل تنفع الخنازير ودمه يطلي به السرطان وصيده بأنواع من الحيل فمنها أن تصنع لع العرب الزباء وهي حفائر في نشر من الأرض وتغطى وفي وسطها جرو كلب فيأتى الأسد ليأخذ الجرو فيسقط فيها، ويقال عثمان بن عفان: بلغ الماء الزباء أي أعظمها.

الوصف والتشبيه: وصفه أبو زيد الطائى في حكاية حكاها لعثمان بن عفان وقد لعنه فقال أقبل يتضالع ولصدره نحيط ولبلاغيمه غطيط ولطرفه وميض ولأسارغه نفيض كأنما يخبط هشيما أو يطأ صريما ذا هامة كالمجن وخذ كالمن وعينان سحراوان كأنهما سرجان وقصره رمله وهرمه وهله وساعد مجدول وعضد مفتول وكف شبيه البراثن ومخالب كالمجن فم أشدق كالغار الاحرق يفتر عن معاول مصقولة عبر مغلولة فهجهجنا به فرفر وبربر ثم زأر فجرجر ثم لحظ فخلت البرق يتطاير من جفونه عن شماله ويمينه فأرعشت الأيدي واصطكت الأرجل وجحظت العيون وساءت الظنون ولصقت الظهور بالبطون وأنشد عبوس شموس مثل جد مكابر جرئ على الأقدام للقرن قاهر:

براثنه شثن وعيناه في الدجى ... كجمر الغضا في وجهه لشر طائر

يدل بانياب حداد كأنها ... إذا قلص الاشداق عنها خناجر

وقال أبو الطيب يصفه من أبيات:

ورد إذا ورد البحيرة وارد ... ورد الفرات زئيره والنيلا

متخضب بدم الفوارس لابس ... في غيله من لبدتيه غيلا

في وحدة الرهبان إلا أنه ... لايعرف التحريم والتحليلا

ماقوبلت عيناه إلا ظنتا ... تحت الدجى نار الفريق حلولا

يطأ الثرى مترفعاً من تيهه ... فكأنه أس يحس عليلا

ويرد عقرته إلى يافوخه ... حتى يصير رأسه اكليلا

ويظنه مما يزمجر نفسه ... عنها لشدة غيظه مشغولا

قصرت مخافته الخطى فكأنما ... ركب الكمى جواده مسلولا

ثم خرج إلى ذكر الممدوح الحسين بن عبد الله بن طغج أمير مصر كان قد خرج متصيداً فرأى أسدا على فريسته فهاجمه فوثب الاسد على كفل فرسه فأعجله عن استلال السيف فضربه بالسوط فألقاه عن كفل الفرس، فقال المتننبي القصيدة التي أولها:

في الخدام عزم الخليط رحيلا ... مطر يزيد به الخدود محولا

وجاء منها: أمعفر الليث الهزبر بسوطه ... لمن ادخرت الصارم المسلولا وقال عبد الجبار بن حمديس الصقلى:

وليث مقيم في غياض منيعه ... أمير على الوحش المقيمة في القفر

يوسد شبليه لحوم فوارس ... ويقطع كاللص السبيل على السفر

هزبر له في فيه نار وشقرة ... فما يستوى لحم القتيل على الجمر

سرجاه عيناه إذا أظلم الدجى ... فإن بات يسرى باتت الوحش لا تسرى

له جبهة مثل المجن ومغطس ... كأن على أرجائه صيغة الحبر

يصلصل رعد من عظيم زئيره ... ويلمع برق من حماليقه الحمر

له ذنب مستنبط منه سوطه ... ترى الأرض منه وهي مضروبة الظهر

ويضرب جنبيه به فكأنما ... له فيها طبل محيص على الكر

ويضحك في التعبيس فكيه عن مدى ... بنوب صلاب ليس يهتم بالفهر

يصول بكف عرض شبرين عرضها ... خناجرها أمضى من القضيب البتر

يجرد منها كل ظفر كأنه ... هلال بدا للعين في أول الشهر

وأحسن منها كل ظفر كأنه ... هلال بدا للعين في أول الشهر

وأحسن ما ورد في قتل الأسد قول بشر بن عوانة الفقعسى يضف ملاقاته للأسد وام اتفق له معه وحكايته أن تزوج ابنة عمه فخرج يبغى مهرها فلما كان ببعض الطرق عارضة أسد فكر بمهره عليه فتقاعس ولم يتقدم عليه فنزل عنه وأقبل نح الأسد مصلتا سيفه فقتله وقال:

أفاطم لو شهدت ببطن خبت ... وقد لاقى الهزبر أخاك بشرا

إذا لرأت ليثا رام ليثا ... هزبر أغلبا يبغى هزبرا

تمهس إذ تقاعس عنه مهرى ... محاذرة فقلت عقرت مهرا

أبل قدمى ظهر الأرض إني ... وجدت الأرض أثبت منك ظهرا

وقلت له وقد أبدى نضالا ... مذربة ووجها مكفهرا

يدل بمخلب وبحد ناب ... لمضربه غداة الروع أثرا

<<  <   >  >>