للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تنبي طلاقة وجهه عن وجهه ... فتكاد تلقي النجح قبل لقائه

وضياء وجه لو تأمله امرؤ ... صادي الجوانح لارتوى من مائه

وقال:

عمت عوارفه فما من موضع ... إلا ونائله إليه موضع

والشمس تهوى أن تقبل كفه ... فتذاد بالسمر اللدان وتمنع

وقال:

ترد العفاة شرائعاً من جودها ... نسخت بهن شرائع الإعدام

وترى قلائد حمدها وثنائها ... منظومة بترائب الأيام

وإذا عصت نوب الزمان وخالفت ... وقفت لديك مواقف الخدام

وقال:

يا عاشق لعليا ومبغض ماله ... نفسي فداؤك من محب مبغض

لا تسألني عن زماني هل بدت ... لي منه صفحة مقبل أو معرض

أنت الزمان فإن وجدتك ساخطاً ... يسخط علي وإن رضيت فقد رضي

وقال:

وبرزت في جيش تغص به الفلا ... وترى ذكاء بنقعه تتقفع

وقال:

غزال تمتعت في قربه ... ونازعني الكاس حتى غلب

إذا ما تنفس في نومه ... تنفس عن مثل ما قد شرب

وقال في غريق:

وكأنما هو درة دفنت ... في جنب ما ولدت من البحر

وتنزهت عن أن يصافحها ... سمك الصفيح وظلمة القبر

تم الجزء الأول من كتاب لطائف الذخيرة يتلوه الجزء الثاني من كتاب لطائف الذخيرة وطرائف الجزيرة فيما دل ابتسام نواجذه عليى دقائق مآخذه مما تشاكلت معانيه وتمثلت مبانيه.

[الفن الثاني]

[من لطائف الذخيرة وطرائف الجزيرة]

قال علي بن بسام بعد قصيدة أوردها لأحمد بن الدراج القسطلي ما قوله:

خوصٌ نفحن بنا البرى حتى انثنت ... أشلاؤهن كمثل أنصاف البرى

فمثله قول أبي جعفر بن هريرة التطيلي أحد العصريين يصنف إبلاً:

كأنصاف البرى وتدق عنها ... شواها دقة تسع الجلالا

وقوله:

لله أي أهلة بلغت بنا ... يمناك يا بدر السماء المقمرا

مثل قول المذكور:

كل هوجاء كالهلال عليها ... كل ذي تدرإٍ كبدر الكمال

وقول الآخر:

وردت بها التنوفة وهي بدر ... فلم أصدر بها إلا هلالا

وقوله:

ورمى علي رداءه من دنوهم ... ملك تخير للعلا فتخيرا

أشارة إلى قول الهذلي:

ولم أدر من ألقى عليه ثيابه ... سوى أنه قد سل عن ماجد محض

وأما قوله:

وإني في أفياء ظلك أشتكي ... شكية موسى إذ تولى إلى الظل

فإنه من القرآن الكريم وقد أقدمت عليه جماعة من الشعراء المتقدمين والمتأخرين منهم أبو العلاء المعري حيث يقول:

كنت موسى وافتك بنت شعيب ... غير أن ليس فيكما من فقير

وحسان المصصي قال:

كبنت شعيب إذ زفت لموسى ... ولكن للثراء هنا مزيد

وقال الآخر وفيه خروج على الواجب:

وقد كان موسى خائفاً مترقباً ... فقيراً وآمنت المخافة والفقرا

وأما قوله:

وأبدي للسع الدبر وجهي منازعاً ... وقد فاز غيري سالماً بجنى النحل

فإنه من قول المتنبي:

ولابد دون الشهد من إبر النحل

ومثله قول ابن سارة الشنتربيني:

ولها قسمة بين الرواة وبينكم ... فمن قسمة ضيزى ومن قسمة عدل

بأفواههم منا جنى النحل كلما ... رووها وفي أستاهكم إبر النحل

أواصل أناء الأصائل بالضحى ... وزادي من جهدي، وراحلتي رجلي

وهذا ما أوضحه المتنبي في قوله:

لا ناقتي تحمل الرديف ولا ... بالسوط يوم الرهان أجهدها

شراكها كورها، ومشفرها زمامها، والشسوع مقودها

وأما قوله:

ومن شيمة الماء القراح ... وإن صفا

إذا اضطرمت من تحته النار أن يغلي

فهو ينظر إلى بيت عمارة بين عقيل:

وما النفس إلا نطفة بقرارة ... إذا لم تكدر كان صفواً غديرها

وزاد المعري عليه فقال:

والخل كالماء يبدي لي ضمائره ... مع الصفاء ويخفيها مع الكدر

وأما قوله:

وذو غرة معروفة السبق في المدى ... وقد قرح التحجيل من حلق الشكل

فهو كقول المتنبي:

وإن تكن محكمات الشكل تمنعني ... ظهور جري فلي فيهن تصهال

وقال أبو الوليد بن زيدون:

ثوى صافنا في مربط الهون يشتكي ... بتصهاله ما ناله من أذى الشكل

وقاتل عبد الجليل:

<<  <   >  >>