للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تبين فيهم ميسم المجد والعلى ... وليدا يفدي بين أيدي القوابل

لم يستهل بلى ولكن وحشه ... لم لا تعد له الدروع لفايفا

فهم والله بحمد الله بهجة الدنيا وزينتها وريحان الحياة وزهرتها، وإن فؤادا وسع فراقهم لوسع، وأن قلبا قنع بأخبارهم لقانع وأن طرفا ما نام عن البعد عنهم لهاجع، وأن ملكا ملك تصبره عليهم لحازم، وأن دهرا جاد بهم لسخى ثم إذا أبعد عنهم الظالم، وإن نعمة الله فيهم لنعمة بها العيش ناعم إنك إن أبصرتها مرة أكبرتها أن يتمناها فدعونا من تعليل البلد الأعسر وملعبها الملعب الأصفر وشتائها العذاب الأكبر، ومن رأس عينها الضيقة المحجر، ومن ثلجها الذي مقسى الجبال بعينه ومن بردها الذي لا يشفع الخمر عنه إلا بإذنه. وعود إلى ما أترفتهم فيه من مساكنكم فإنها قد علتها وحشة لعطينها وسالت مطالع رسومها عن أقمار سلاطينها، واذكروا النيل الذي وفي لكم هذه السنة بنقصه وإلى أن يكون ماءه ذخيرة لغير جودكم الذي أحصاه الله ولم يحصه، واذكروا فرطها فقد بلغ شطاطه إلى الجناد وعلت أفراطه إلى أن يكاد يصافح أفراط اللحم متمكنا، واذكروا ما طوبتها فقد كاد يقيم الحجة على ملك الشام ووجمه ويتغلغل برده فيسرى إلى قلب العليل وكأنه جار على غير طريق فمه واذكروا صحة هوائها وتقضيته لآمالكم حتى أنعم الله عليكم قبل صحة أجسامها بصحة أجسامكم ولولا أنكم أهنتم الذهب الأحمر وألبستموه للروع من جودكم الشعار الأصفر لقلنا واذكروا ذهب مصر لكن قد أهنتموه وأذهبتموه مجانا حتى غلب همم العافين فأسقلوا منه بما اتخذه الأملاك تحايا واذكروا رياحين القلوب من زهرات أولادها، وقطعات أكبادها أما يشتاق جيد المولى بدررهم أما تظمأ عينيه 'لى أن يتروى بنظرهم.

كم ذا التجلد والأحشاء راجفة ... أعيذ قلبك أن تسطو على كبدي

وللمولى أبقاه الله أن يقول:

وما مثل هذا الشوق تحمله مضغة ... ولكن قلبي في الهوى بقلوب

فلو أطيع المملوك وقبل رأيه المسئول لكانت كنية المولى إلى الأملاك فإنها كنية حققها القدر وما يحليها ووسمه بها أولاده لا كتابه وساق بها كتاب الله ومن المملوك وما كتابه وقد كان الرشيد رحمه الله يسمى أبو الأمناء لمكان أولاده الأمين والمأمون، وإذا كانت الكنية لثالثة فلا يكون أبا ثلاثة عشرة أنا بنت القناة وعثمانهم كسنانها وكليالي البدر ولأنها ليلة سرار نقصانها. والمملوك في هذا الفصل رسول مصر وما هو عنها في البلاغ بلاغ لا صاغ عنها من القول إلا ما ساغ، وهو ينتظر جواب الرسالة وقد خالطها بإنشاد وما هجروا أوطانهم عن ملالة وللآراء العالية فضل الشمول.

ذكر صاحب أربل الأمير زين الدين أبي سعيد يوسف نيالتكين بن زين الدين علي بن بكتكين وانتمائه إلى الخدمة

قال:

كانت أربل من ولايات الموصل معدودة وايالتها بايالته مشدودة فأراد صاحب أربل أن ينفرد بالاستبداد (٢١٩ ب) ويستقل بالبلاد فكاتب السلطان بالاعتزاز به والاعتزاء والانحياز إلى حوزته والاشتداد بقوته فترددت كتبه ورسله ووضحت في الموالاة والمشايعة سبله وأخذ اليمين على حفظه وصيانة حقه ورعاية حظه ولزم عقده وحزم عهده.

وكاشف بالمواصلة بالمقاطعة وأظهر المناب عن المتابعة وترادفت رسا يله في حظه بالحض وإقامة جداره المنقض فإن المواصلة قامت قيامتهم بقيامه فما أقعدتهم غير المهابة والخواطر المرتاعة من الأخطار المرتادة فداروا أعراضهم بالاستعطاف وداووا أمراضهم بالاستلطاف فعز عليهم وعزف وركب الأنف وغنى عن السواقي بالبحر الخضم وأعاد نشر أمره بالانضمام إلينا إلى الضم ونفذ يطلب المنشور ببلاده وتحكيمه باستبداده وانفراده فأجيب إلى مراده، وكتبت له منشورا وفق أربه وفق طلبه في مستهل المحرم سنة ثمانين وتفصيل ما كتب في منشوره: أربل وقلعتها وأعمالها وجميع ما قطعه الزاب الكبير شهرزور وأعمالها، معايش بيت القرايلي الدشت والزاوية.

<<  <   >  >>