للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واستقرت بنا الهوا وتلونا سورة " والنجم إذا هوى * ماضل صاحبكم وما غوى " وضربت الخيام إلى المع رقه مغربه ومشرقه ومجتمعه ومتفرقه، وقد هزتنا إلى النصر الأشواق وأستفزتنا إلى ممالكها الآفاق وطارت الأخبار إلى الأطراف ورجفت الأداني والأقاصي بالإرجاف. وأول ما بدأ به يوم نزوله ببلد قبل الإسماعيليات تقديم ما هو آثم الواجبات وألزم المفترضات وندب القاضي ضياء الدين أبا الفضايل القسم بن يحيى بن عبد الله الشهرزوري في الرسالة إلى المواقف الشريفة النبوية وسدة المنيفة الأمامية الناصرية وإنهاء الأحوال وذكر الأسباب المقتضيه للنهوض وإن أهل الموصل مواصلون الأعاجم وخاطبون لسلطانهم القايم وناقشوا أسمه في الدنانير والدراهم وإنهم يتعززون بالبهلوان وإنهم يرسلون إلى الفرنج ويقوون أنفسهم على قصد الثغر وتفريق الجمهور وإنه ما جاء طمعا في استضافة ملك ولا قلع بيت قديم (٢٢١ ب) ولا قطع أصل كريم وإنما مقصوده الأصلي ومطلوبه الكلي ردهم إلى طاعة الإمام ونصرة الإسلام وقطعهم عن مواصلة الأعجام وإلزامهم بما يجب عليهم من حفظ الجار وصلة الأرحام. فهذا صاحب الجزيرة وهو أبن أخي صاحب الموصل ولي عهد أبيه ولم يرع فيه ذمة أخيه وأبعده عما أستحقه بالإرث والتوليه وأجاز حربه وطح رحمه ولو تمكن منه لأطاح دمه ولولا خوفه من جانبه لما التجأ إلى هذا الجانب وما أختار الأجانب على الأقارب. وهذا صاحب إربل جار الموصل أبوه زين الدين على هو الذي حفظ بيتهم وخلف في أحيائهم ميتهم وهذا ولده في جوارهم يشكوا جورهم ولا يعرف في المكيدة عليه غورهم وقد استجار وهو جارهم الأدنى حديث صاحب الحديثة في حديثه لا يخفى وقد أشرف على الضرار وأشفى وعين من تكريت من مخافتهن لا تكره وهلم جره من نوايب وصروف لا تحصى وضرايب ومكوس عنها لا يستقصي أهل الشرك في تفريق الكلمة وتبديد السلك وعود في ذكر هذا كله مشافهة الرسول وعلى ما يراه من علاقات الود والقبول وكتبت إلى الديوان العزيز وإلى الصاحب كتبا برسالته والحواله على مشافهته وكان ضياء الدين الشهرزوري الوزير يشير بمدحة أسيرها إلى الصاحب واستدرار ما في الديوان باسم من رسوم المواهب فأصبته كلمة مطلعها:

قضى الوجد لي أن لا أفيق من الوجد ... فيا ضله اللاجئ إذا ظن أن يهدي

أيا حادي الأظعان خل زمامها ودعها ... على خد بظعنهم تحدي

وما كنت أدري قبل صارم حتفه ... وقبلي أن السيف يقتل في الغمد

ولا صبح إلا وجهه الواضح السنا ... ولا شمس ألا زايد الثاقب الزند

ما رعوس الأعدا إلا سنابل ... وما نبتت إلا لسيفك والحصد

كان لثام الزعف من فوق وجهه ... عام لبدر التم وفراقه مبدي

بدرع كان البحر في البحر ذاخر ... وطرف كان البرق يومض في لبد

تساور أفواه الجراح رماحه ... مساورة الأميال للا عين الرمد

وما لأمير المؤمنين كيوسف ... فتى في مراضيه بمهجته يفدي

قال: وشرع السلطان في إقطاع البلاد والتوسع بها على الأجناد وسيل الأمير سيف الدين علي بن أحمد بن المشطوب الهكاري ومعه الأمراء من قبيلته والأكراد من شيعته إلى بلد الهكاريه وجماعه من الأمراء الحميديه إلى العقر وأعماله لاستفتاح قلاعها واستغلال ضياعها ونصبنا الجسر وعبر مظفر الدين صاحب حران وخيم بالجانب الشرقي ووافقه جماعه من الأمراء في العزم الماضي المضي وجاء أخوه زين الدين من أربل بجنوده وبنوده وجموعه وحشوده وترفت بالأقاليم أقلامه ونفذت في تلك الممالك أحكامي وكان السلطان قد خصني بما كان للوزير الجواد جمال الدين بالموصل من الخواص فاغتنمت فيه نهزة الافتراص وشحنت على صنيعي بأحد يداه وغيرها ورد على مدة مقامنا حلب خيرها وناقشني نواب الديوان فيها وكتبوا إلى السلطان أن يأخذ ما بذل فيها خمسة عشر ألف دينار وأنتم تحتاجون في إجرائها إلى إستيمار فرمي الرقعة إلي وقال: تأمل هذا الهذيان فقمت له وشكرت الإحسان وتسلطت على أدوات الديوان بالسلطان.

ذكر ما رآه السلطان من ترك القتال

<<  <   >  >>