للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالخلي ... عما يقاسي الصب في معزل والملي

بالوجد ما يصغي إلى العذل

[-٣٤-]

وقلت أيضاً في هذا الوزن وغيرت القافية الأولى:

قدري ... أن رقيبي باللقا قد دري أوعري

هل ينتهي عن خلقه الأوعر

قد حشد ... فيك سقامي وأذاب الجسد

والحسد ... من عاذلي امتد إلى غير حد

واقتصد ... بأنه يشمت بي وقت صد

فاخبري ... حال المعنى في الضنى واحبري وابصري

إن كان قد خان فلا تصبري

أنت في ... قلبي وفي فكري فلا أنتفي

فاعطفي ... علي واستأني ولا تعسفي

واسعفي ... يعقوب هذا حسنك اليوسفي

واعذري ... من مسه الضر ولا تغدري وانصري

قلبي على عاذله المفتري

جل من ... أبدى لنا هذا المحيا الحسن

وارتهن ... أهل هواه بالشجا والشجن

وامتحن ... عشاقه دون الورى بالحزن

تنبري ... سهام جفنيك لقتل البري إن بري

فانه يحيا ولم يقبر

بالدعج ... من جفنها سفك دماء المهج

وازدوج ... نور ثناياها ونور البلج

وامتزج ... في خدها ماء الحيا بالضرج

فانظر ... لياسمين فوق ورد طري أحمر

مدبج من خالها الأخضر

من قضى ... على المعنى فيك حتى قضى

واقتضى ... أن شب في قلبي جمر الغضا

وانتضى ... من جفنك الأسود لي أبيضا

فاقدري ... صبري على ذا قدك الأسمر واقصري

يا جؤذرا صال على قسور

يا خلي ... من حب من قلبي بها قد بلي

خل لي ... ما قاله في شانها عذلي

وارسل ... طرفك في هذا المحيا الجلي

تبصر ... نور ثنايا ثغرها الجوهري إذ يري

يروي السنا عن خدها الأزهر

[-٣٥-]

ومن ذلك موشحة للأعمى التطيلي، وهي:

يا نازح الدار سل خيالك ... ينبيك أن صرت كالخيال

أحبب به زائراً ألما

أباح وردا ما كان يحمى

من مبسم ذي غروب المى

أكرع في برده وأظما

أعجب به مورداً أنالك ... زيادة الظمء بالزلال

شكوت للطيف حسن عهدي

وإن يكن ذاك ليس يجدي

فكم شفى غلتي ووجدي

وأنت مغرى بطول صد

وكلما أرتجي نوالك ... ضنت بإسعافي الليالي

يا منظرا قيد العيونا

فمن ترى ما سواه دونا

أذلت عهد الهوى المصونا

هجرك ما خلت أن يكونا

من ذا الذي ظالما أحالك ... يا ليته ذاق بعض حالي

فرق بين الكرى وبيني

يوم صدود ويوم بين

فكيف يقضى ملي ديني

إن كان شيئا تقر عيني

بعدك لا أجتلي جمالك ... وأنت مني خلي بال

لما اجتليت الزمان قربه

ضمن بعض الحديث عتبه

إذ ظن أني سلوت حبه

عنيته أستميل قلبه

علي حبيبي خطر ببالك ... إني بغيرك شغلت بالي

[-٣٦-]

رنحت معاطفي وهزتها، وجرت قريحتي إلى النسج على منوالها وجزتها، فأردت أن أنظم في هذا الوزن شيئا مع لزوم ما يلتزم به الأعمى، فقلت، وبالله التوفيق:

يا قامة الغصن من أمالك ... ما لي في الذل من أمالي

داعي النوى فل جيش صبري

وقد غزا بالهموم صدري

وبالتجزي لا بالتجري

أوقف حالي والدمع يجري

يا قلب يوم الفراق غالك ... وأرخص الدمع وهو غال

هام فؤادي في كل واد

وزاد سيرا بغير زاد

وسوق شوقي هاد وحاد

وجاء نادي الحمى ينادي

يا للحمى ما ترى غزالك ... بسيف جفنيه قد غزا لي

وجهك كالبدر يا حبيبي

يطلع في دارة القلوب

في ليل شعر على قضيب

يهزه الردف في كثيب

ومذ رأت مقلتاي خالك ... أمسيت عمن سواك خالي

عذارك الأخضر المسني

سل ثياب السلو عني

وزدت في التيه والتجني

كما تفردت بالتثني

لو أن ذكري يحل بالك ... ما راح جسمي بالسقم بالي

أرضى لخدي يكون أرضا

فارض فاني أراه فرضا

وامش على وجنتي لأرضى

واسمح بوصل يكون برضا

فمر هجري الذي حلا لك ... حرامه في الهوى حلالي

<<  <   >  >>