للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١ ... على عيون العين ٢

رعي الدراري ٣

من شغف ٤

بالحب ٥

واستعذب العذاب ٦

والتذ حاليه ٧

من أسف ٨

وكرب

وقد ينتهي في التركيب إلى اثني عشر جزءاً. والأبيات منها ما تكون أجزاؤه مفردة.

فمنها ما هو على ثلاثة أجزاء، مثاله:

أرى لك مهند ... أحاط به الاثمد

فجَّرد ما جرَّد

ومنها ما هو على أربعة أجزاء، مثاله:

قد باح دمعي بما اكتمه ... وحن قلبي لمن يظلمه

رشا تمرَّن في لا فمه ... كم بالمنى أبداً الثمه

ومنها ما هو مركب. فمنها ما يتركب من فقرتين وثلاثة أجزاء، مثاله:

أقم عذري ... فقد آن أن أعكف

على خمر ... يطوف بها أوطف

كما تدري ... هضيم الحشا مخطف

ومنها ما يتركب من فقرتين وثلاثة أجزاء ونصف، مثاله:

من أودع الأجفان ... صوارم الهند

وأنبت الريحان ... في صفحة الخد

قضى على الهيمان ... بالدمع والسهد

[أنى وللكتمان]

ومنها ما يتركب من فقرتين وأربعة أجزاء، مثاله:

ما حوى محاسن الدهر ... إلا غزال

معرق الجدين من فهر ... عم وخال

نسبه للنائل الغمر ... وللنزال

فأنا أهواه للفخر ... وللجمال

ومنها ما يتركب من فقرتين وخمسة أجزاء، مثاله:

هن الظباء الشمس ... قنيصهن الضيغم

ما أن لها من كنس ... إلا القلوب الهيم

القرب منها عرس ... والبعد عنها مأتم

تلك الشفاه اللعس ... يبرا بهن المغرم

لها لحاظ نعس ... ترنو إلى من تسقم

ومنها ما تركب من ثلاث فقر وثلاثة أجزاء، مثاله:

من لي به يرنو ... بمقلتي ساحر

إلى العباد

ينأى به الحسن ... فينثني نافر

صعب القياد

وتارة يدنو ... كما احتسى الطائر

ماء الثماد

ومنها ما تركب من أربع فقر وثلاثة أجزاء، مثاله:

بأبي ظبي حمى ... يكنفه

أسد غيل

مذهبي رشف لمى ... قرقفه

سلسبيل

يستبي قلبي بما ... يعطفه

إذ يميل

قال ابن سناء الملك: والخرجة عبارة عن القفل الأخير من الموشح. والشرط فيها أن تكون حجاجية من قبل السخف، قزمانية من قبل اللحن، حارة محرقة، حادة منضجة، من ألفاظ العامة ولغات الداصة.

قال: والمشروع بل المفروض في الخرجة أن تجعل الخروج إليها وثبا واستطرادا، وقولا مستعارا على بعض الألسنة الناطقة أو الصامتة. وأكثر ما تجعل على السنة الصبيان والنسوان والسكرى والسكران. ولابد في البيت الذي قبل الخرجة من: قال أو قلت أو قالت أو غنيت أو غنى أو غنت.

قال: وقد تكون الخرجة أعجمية اللفظ بشرط أن يكون لفظها في الأعجمية سفسافاً نفطياً، رمادياً زطياً.

قال: والخرجة هي أبراز الموشح، وملحه وسكره، ومسكه وعنبره، وهي العاقبة وينبغي أن تكون حميدة، والخاتمة بل السابقة وان كانت الأخيرة.

قال: وفي المتأخرين من يعجز عن الخرجة، فيستعير خرجة غيره، وهو أصوب رأيا ممن لا يوفق في خرجته بان يعربها ويتعاقل، ولا يلحن فيتخافف بل يتثاقل.

قلت: هذه الشروط التي شرطها في الخرجة قل من يلتزمها لتعذرها عليه، فهو إما أن يتركها وإما أن يأتي بها خارجة عن هذه الشروط، وقد رأيت السراج المحار، وأحمد بن حسن الموصلي، والشيخ صدر الدين بن الوكيل، والشهاب العزازي، وابن دانيال، وغيرهم من المعاصرين والمتأخرين قبلهم، لم يأت احد منهم بخرجة، وإن أتى بها كانت غير داخلة.

وستقف في هذه الموشحات التي أوردها من كلامي، وفي بعضها خرجات إن أنت أنصفتها عرفت أين تقع من شروط ابن سناء الملك، رحمه الله تعالى. وأنا فقد ارتكبت فيها مزلتين، وسلكت فيها زلقين، لأنني غالب ما نظمته على وزن من تقدمني، وأتيت فيه بخرجة غير خرجته. وهذا فهو من أصعب ما يكون، لأن الوشاحين يحصلون الخرجة أولا ثم إنهم ينظمون الموشح على وزنها وقافيتها. وأنا فأحتاج إلى أن التزم بذلك الوزن الذي تقدمني وبقوافيه، وأجيء مع ذلك بالخرجة الداخلة. وهذان أمران مشقان، إلا على من أيده الله بمعونته.

[فصل]

ممن سبق إلى التوشيح، وسبق إلى الغاية من أهل المغرب، جماعة، وهم:

<<  <   >  >>