للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونبت صدغيك آسي ... وليس تبرا جراحي

لأن ثغرك كاسي ... وراح ريقك راحي

سقى لجسمي سقامه ... ومد فيه وطنب

ولي نديم الندامه ... أغرى الجوى بي فأغرب

هواك دين ودنيا ... فكيف بالوصل تبخل

هذا علي بن يحيى ... بدر لمن قد تأمل

وحاز فضلا وعليا ... ومجده قد تكمل

وما اعترته سآمه ... في ماله حين ينهب

وفاق كعب بن مامه ... ] . . . . . . . . . . [

كم قد تجاوز ذنبا ... وكم عفا عن جرائم

وما تعاظم عجبا ... عن ستر رب العظائم

ورد من نم كذبا ... وقال ما لا يلائم

ولم تفده اللآمه ... شيئا وراح مخيب

وكم أزاح ظلامه ... ظلامها يتشعب

يشد للملك أزرا ... من غير مين وزور

وصدره ضم سرا ... فيه نظام الأمور

ورأيه إن تحرى ... كالصبح بادي السفور

ولو أعار كلامه ... للدر لما تثقب

لكان زاد نظامه ... محاسنا ليس تذهب

أقلامه في المهارق ... كم أبدعت من فنون

فتغتدي كالحدائق ... غب السحاب الهتون

ونثره العذب رائق ... سلافة الزرجون

ولو أماط لثامه ... لم يبق في الأفق غيهب

والبدر نال تمامه ... بل من سناه تحجب

وغادة تيمتني ... والهجر منها نصيبي

رأيتها في التثني ... كالغصن فوق الكثيب

قالت وقد آلمتني ... وأشمتت بي رقيبي

عاشق يريد لو كرامه ... لو كان جمالي مسيب

ما صار لو منو قلامه ... على ايش يكون مثل أشعب

[-٥٤-]

ومن ذلك:

يا طلعة البدر في التمام ... ولفتة الشادن الربيب

قدك سمر الرماح فاضح

وهو بسكر الشباب طافح

وإنما الجفن منك جارح

لولاه كانت ورق الحمام ... غنت على غصنه الرطيب

برق ثناياك لي لموع

وريقه مسكر سريع

نكهته مسكها يضوع

ثلاثة رقن في نظام ... شمعي ومشمولتي وطيبي

ذو ناظر جفنه كحيل

صح على أنه عليل

وهو إذا ما رنا رسول

أرسله الحسن بالغرام ... وبالمنايا إلى القلوب

يقول لي سيد الملاح

صدغي وخدي والثغر ضاحي

كالآس والورد والأقاحي

ماس بها الغصن من قوامي ... وهزه الردف في كثيب

قد وفر السقم منه قسمي

فذاب جسمي وغاب رسمي

وسحب دمعي في الخد تهمي

فهي دوام على الدوام ... يقذفها القلب من قليب

وغادة تخجل البدورا

لكنها أسرفت فجورا

قالت وما راقبت غيورا

يا أمي تعالي أبصري مقامي ... كم فيه حريف لي تاتفرحي بي

[-٥٥-]

ومن ذلك:

أجل إن طرف حبيبي أجل ... وإعراضه عن لقائي أجل

حبيب يحاكي بدور التمام

تغنى على القد منه الحمام

سقته دموعي صوب الغمام

إذا ما انثنى قده لم أسل ... غصون نقا خطرت أم أسل

غزال غزاني بسيف الجفا

وسيف الجفون الذي أرهفا

وعن حبه لم أجد مصرفا

ومنذ تعشقته لم أخل ... فؤادي بالود يوما أخل

غدا خده بالسنا مونقا

ومنه الرياض اكتست رونقا

وما قده غير غصن النقا

ولا ذلك الردف إلا جبل ... ومن صخره قلبه قد جبل

مليح ملي بسل القوى

وسلب النفوس بحكم الهوى

وإتلافها بالجوى والنوى

رأى القلب بالوجد فيه استقل ... ولو كان في الموت منه استقل

وهيفاء قد عشقت أهيفا

وكان لها في الهوى منصفا

تقول لمن لام أو عنفا

أنا حسني من موضعو ما ارتحل ... وشي ما خرج قط بل شي دخل

[-٥٦-]

ومن ذلك ما جعلت خرجته خرجةً استعملها جماعة من الوشاحين بالأندلس وغيرهم، وهو:

جوى دخيل ... لا يستبين

فلو رآه الناس

قالوا خئون

حبيب قلبي ... إلف التجني

قد مل قربي ... ومال عني

يصبي ويسبي ... ] . . . . . . . . [

لما يميل ... تذوي الغصون

بقده الماس

أنا طعين

بي بدر ظلما ... لمن يشاهد

<<  <   >  >>