للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وما ابتدر الأملاك غاية سؤدد ... ومكرمةٍ إلا وجدناك سابقا

فمن كان منهم مانعا كنت باذلا ... ومن كان منهم حارما كنت رازقا

وخولك الله المغارب كلها ... تنفذ فيها حكمه والمشارقا

تنكبت عن ظل الهوادة سالكا ... هواجر في طرف العلى وودائقا

وملمومةٍ أزديةٍ ناصريةٍ ... بعثت على الأعداء منها البوائقا

قرعت بها عظم العراق فلم تزل ... له بشفار المشرفي عوارقا

وقد جمعت منه خراسان ذيلها ... على عجلٍ لما قددت البنائقا

قددت غمام السابري عليهم ... مضاعفة لما انتضيت البوارقا

بكفك آجال الأعادي وإنما ... أخذت على الأعمار منها المضايقا

إذا خاطبٌ لم يعل أعواد منبرٍ ... بما تشتهي من خطبة كان فاسقا

إذا ردهم لم يبد بين سطوره ... بذكرك سطر كان زيفا مزابقا

إذا ما تعاطى الجود بعدك مدعٍ ... له أو تحلى باسمه كان سارقا

ومن يبغ أن يحظى نداه بمنعمٍ ... سواك كمن يبغي مع الله خالقا

وكان الذي كانت خراسان داره ... بها مغرما ثم استقل مفارقا

إذا هم تقويَضاً تلفت باكياً ... بساتين في أكنافها وجواسقا

تريه مناه مرفقا في طماعةٍ ... إذا ساغت الأطماع كنت مرافقا

وقد نصحته نفسه وهي حربه ... إذا نصح الأعداء كانوا أصادقا

وبالموصل أستأصلت شافة ملكه ... بكرات حملاتٍ تشيب المفارقا

يقيك بشحط الدار منها فلم تزل ... تجوب سهوباً دونها وسمالقا

ذكرت الردينيات في جنباتها ... بواسق تعلو في ذراها البواسقا

جلبت من الأجبال "طيء" ... كراديس شكت بالكماة الرساتقا

فظلت وقد عادت جواسقها ربى ... وكانت رباها قبل ذاك شواهقا

إذا خاطر الرعديد أنهل رمحه ... كما اختلس اللحظ المحب مسارقا

وساقت "عقيل" في رؤوس رماحها ... عقائل من أموالهم ووسائقا

وهرت "كلاب" في الوشيج فأقعصت ... ثعالب في أجحارها وخرانقا

ملكت رجالات العراق براحةٍ ... تفيض حيا طورا وطوراً صواعقا

فقد أنطقت بالجود من كان أخرسا=وقد أخرست بالبأس من كان ناطقا

تصافح أيديها الألوف صوامتا ... وما عرفت من قبل إلا الدوانقا

وكم قلعةٍ بالمشرفي اقتلعتها ... وأذريتها وجه الرياح سواحقا

وثقت بنصر الله في كل موطن ... وكنت أمرأ

مذ كنت

بالله واثقا

كساك أمير المؤمنين مناقبا ... فكنت بها يا "ناصر الدين" لائقا

وأصفاك من بين البرية خلة ... رآك لها محض المودة صادقا

وقوله من أخرى يمدح فيها سماء الرؤساء شمس الكفاة أبا الحسن علي بن أحمد بن المدبر أولها:

هذي العيون وهذه الحدق ... فليدن من بفؤاده يثق

لو أنهم عشقوا لما عذلوا ... لكنهم عذلوا وما عشقوا

عنفوا علي بلومهم سفها ... لو جرعوا كأس الهوى رفقوا

ما الحب إلا مسلك خطر ... عسر النجاة وموطئٌ زلق

من أجل هذا ظل يقنص لي ... ث الغاب فيه الشادن الحزق

ومسربل بالحسن معتجر ... منه بأكمله ومنتطق

عجبي لجبهته وطرته ... وضح الصباح وما انجلى الغسق

يا ليلة نادمت كوكبها ... في حيث أطلعه لي الأفق

لو لم أعاجل كأسه بجنى ... فيه البرود لكنت أحترق

حتى إذا صرعته سورتها ... قمرا عليه الشهب تأتلق

قبلت وجنته وقد ظهرت ... في صحنها من قلبي الحرق

قد كانت الآمال ذاوية ... ظمأى مكدر شربها رنق

حتى أتيح لها أبو حسنٍ ... فنمت وعم غصونها الورق

يستصغر الدنيا، فأهون ما ... تعطي يداه العين والورق

في صورةٍ جمع الكمال لها ... والأحسنان الخلق والخلق

وتخرق في الجود يعظمه ... فيكاد يحسب أنه خرق

وقال في النارنج:

ألا أنعم بنارنجك المجتنى ... فقد حضر السعد لما حضر

فيا مرحبا بخدود الغصون ... ويا مرحبا بنجوم الشجر

كأن السماء همت بالنضار ... فصاغت لنا الأرض منه أكر

وقال يصف النخل وقد أربى خلال روضة:

<<  <   >  >>