للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروضٍ حديقٍ كالشباب طرقته ... وللنجم في أفق السماء ركود

ترقوق في أحداق نرجسه الندى ... كما استعبر العشاق

وهو جليد

وتفتر فيه للأقاحي مباسم ... فتخجل فيه للشقيق خدود

وترتج من فوق الغصون ثمارها ... كما ارتج من بان القدود نهود

يسل عليها المشرفيات جدولٌ ... له ثغب عذب الرضاب برود

وقامت عذارى النخل من كل جانب ... حواسر في لباتهن عقود

وقال لي كنت بحضرة رئيس الرؤساء فقدمت بين يديه أطباق فيها ورد أحمر وأبيض مضعف، فقلت فيه ارتجالا:

كأنما الورد الذي نشره ... يعبق من طيب معاليكا

دماء أعدائك مسفوكة ... قد قابلت بيض أياديكا

وقوله:

تضمن فوه دراً من ثنايا ... جلاه لنا بدر من كلامٍ

وشال عذاره من تحت صدغٍ ... فصار بصحن وجنته كلامٍ

وقوله في مثله:

يمين أبي العلاء إذا استهلت ... سحائب جودها هطلت نوالا

تفيض على العفاة حيا وإن لم ... تفض سحب الكرام وغضن وإلا

وقوله:

إن كان لم يخبرك قلبك أنني ... قد ذبت من كمدٍ فلست كذاكا

لا تطلبن شهادة من غيره ... اسأله عن أحبابه وكفاكا

وله من قصيدة يمدح فيها الوزير رئيس الرؤساء:

لحظات من شبيهات الدمى ... صرعتني بين ظلم ولمى

بعد ما قلت تناهت صبوتي ... رجعتني مستهاماً مغرما

لائمي أقصر فإني كلما ... زدت لوماً زاد سمعي صمما

بأبي من جاءني معتذرا ... وجلاُ مما جناه ندما

فرأيت البدر في طلعته ... ضاحكا من وجهه مبتسما

زائر أسأل عنه مقلتي ... هل رأته يقظة أو حلما

بوشاح ناقض الحجل فذا ... باح بالسر وهذا كتما

كيف تخفى زورة الصبح وقد ... فتح الروض وجلى الظلما

عجبي من سقمٍ في طرفه ... يورث السقم ويشفي السقما

قمر يعبده عاشقه ... عبد المفتون قبل الصنما

قد أعار الكأس منه وجنة ... وثنايا ورضابا وفما

أحباباً ما أثار الماء في ... جوها أم حدقا أم أنجما

جال فيها لؤلؤاً منتثرا ... وعلاها لؤلؤاً منتظما

كيف أعتد بلقيا هاجرٍ ... قبل ما حاول وصلي صرما

لو تجاسرت على الفتك به ... لم أعد أقرع سني ندما

أي شيء ضرني لو أنني ... كنت في الحل طرقت الحرما

أنا عندي من شفى غلته ... من حبيب مسعدٍ ما أثما

ولقد ذقت بكاسات الهوى ... عسلاً طوراً وطوراً علقما

وجليس قد شنأنا شخصه ... مذ عرفناه ملحا مبرما

ثقل الوطأة في زورته ... ثم ما ودع حتى سلما

بعض ما لاقيت منه أنه ... نفر الرئم الذي قد رئما

ذل من يأوي إلى ملتجئ ... ليس يؤوي ويروي من ظما

وأعز الخلق طرا عائذ ... برئيس الرؤساء اعتصما

نحن منه في جنانٍ ورعٍ ... نلبس العز ونجني النعما

قد بلوناه على علاته ... فبلونا العارض المنسجما

وله أيضاً:

أقول ولاح لي خد وصدغ: ... لمن تفاحة مع صولجان؟

بودي لو لثمتهما جميعاً ... ولكني أحاذر صول جان

وله:

زماننا منقلب فاسد ... يرفع أهل الجهل والعجب

كالنقش في الخاتم لا يستوي ... ختم به إلا مع القلب

وله أيضاً:

أنت عما حل بي في شغل ... إنما يرثي لمثلي من بلي

لي وعد عند عينيك مضى ... دونه عمري ووافى أجلي

فوريحان العذار الخضل ... فوق ورد الوجنة المشتعل

يا حبيب النفس لو أبصر ما ... حل بي منك عدوي رق لي

وله:

جاء بكمثرى جني غدا ... منظره بيدي لنا خبره

من كل زهراء خلوقية ... تجمع بين النهد والسرة

[٦٠- أبو الحسن علي [بن محمد] بن عبد الله بن الحسين [بن القطاع] التميمي السعدي]

أحد العلماء المتقدمين، مدح الحاكم.

له:

ذكرتك ذكرى لو تذكر بعضها ... ثبير تداعى ركنه وتصدعا

وواصلت أنفاسا أبي طول وصلها ... لقلبي إلا أن يكون مقطعا

وأفنيت دمع العين يوم فراقكم ... فلم يبق لي دمعٌ يصافح مدمعا

وقوله في "رونق" اسم جارية:

<<  <   >  >>