للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الحصين بن المنذر: وددت أن لي مثل أحد ذهبا, ولا أنتفع به بقيراط. قيل فما تصنع به؟ قال: لكثرة من يخدمني عليه.

وقيل للأحنف بن قيس: ما أحلمك؟ قال: لست بحليم ولكني أتحالم, والله إني لأسمع الكلمة فأحم لها ثلاثا, ما يمنعني من الجواب عنها إلا خوفي من أن أسمع شرا منها.

وقال: لأفعى تحكك في الجوانب بيتي, أحب إلي من أيم قد رددت عنها كفوا.

وقال: أكرموا سفهاءكم؛ فإنهم يقونكم العار والنار.

وقال: ما خان شريف, ولا احتجب كريم, ولا كذب عاقل, ولا اغتاب مؤمن.

وسأله معاوية عن ابنه يزيد. فقال: أخافك إن صدقت, وأخاف الله إن كذبت.

[وقال آخر النفس غير فارغة أبدا, فإن شغلتها بما يصلحها, وإلا شغلتك بما يفسدك.]

وقال آخر: أحسن ما الأنفة, الترفع عن معايب الناس, وترك الخضوع لما زاد عن الكفاية.

وقال محمد بن عبد الملك الزيات احذروا الصديق الجاهل, أكثر من حذركم العدو العاقل, فليس من أساء وهو يعلم أنه مسيء, كمن أساء وهو يظن أنه محسن.

وقال آخر: ينبغي أن يكون حفظ الرجل للمرأة من حيث لا تعلم. فإن من شأن النفس التطلع إلى ما منعته.

وقال النعمان بن المنذر من سأل فوق قدره استحق الحرمان, ومن ألحف في المسألة استحق الرد, والرفق يمن, والخرق شؤم, وخير الطاعة ما وافق الحاجة, وخير العفو ما كان مع القدرة.

وقيل لأعرابي لم قطعت أخاك وهو من أبيك وأمك؟ فقال إني لأقطع العضو الفاسد وهو أقرب إلي منه, إذا رأيت في ذلك الصلاح.

وقيل لأعرابي آخر: ما تقول في ابن العم؟ قال: عدوك وعدو عدوك.

وقال الأصمعي: سمعت أعرابيا يقول: لا يوجد العجول محمودا, ولا الحسود مسرورا, ولا الملول ذا إخوان, ولا الحريص حرا, ولا الشره غنيا.

وقال: سمعت أعرابيا يقول: أقبح أعمال المقتدرين الانتقام, وما استنبط الصواب بمثل المشاورة, ولا اكتسبت البغضاء بمثل الكبر.

وقال العتبي سمعت أعرابيا يقول لآخر إن فلانا وإن خف عليك, فإن عقاربه تسري إليك, فإن لم تجعله عدوا في علانيتك, فلا تجعله صديقا في سريرتك.

وقيل لامرئ القيس: ما السرور؟ فقال: بيضاء رعبوبة, بالطيب مشبوبة, بالشحم مكروبة.

وقيل للأعشى: ما السرور؟ فقال: صهباء صافية, تمزجها غانية, من صوب غادية.

وقيل لطرفة: ما السرور؟ فقال: مطعم شهي, ومشرب روي, وملبس دفي, ومركب وطي.

وقيل لبعض الأعراب: ما السرور؟ فقال: الكفاية في الأوطان, والجلوس مع الإخوان.

وقال الحجاج لحزيم الناعم: ما السرور؟ فقال: الأمن, فإني رأيت الخائف لا عيش له؟ قال: الغنى, فإني رأيت الفقير لا عيش له. قال زدني: قال الصحة, فإني رأيت المريض لا عيش له. قال زدني. قال: لا أجد مزيدا.

وقيل للحصين بن المنذر: ما السرور؟ قال اللواء المنشور: والجلوس على السرير, والسلام عليك أيها الأمير.

وقيل للحسن بن سهل: ما السرور؟ فقال: توقيع جائز, وأمر نافذ.

وقيل لعبد الله بن الأهتم: ما السرور؟ فقال: رفع الأولياء, ووضع الأعداء؛ وطول البقاء, مع الصحة والنماء.

وقيل لآخر: ما السرور؟ فقال: إقبال الزمان, وعز السلطان, وكثرة الإخوان.

وقيل لضرار بن عمرو: ما السرور؟ فقال: إقام الحجة واتضاح الشبهة.

[وقال إعرابي لآخر اسحب من يتناسى معروفه عندك, ويتذكر حقوقك عليه.]

وقال بعض الحكماء: لا يكون الرجل عاقلا, حتى يكون عنده تعنيف الناصح ألطف موقعا من ملق الكاشح.

وقال آخر: اطلب في الدنيا العلم والمال, تحز الرياسة على الناس, لأنهم بين خاص وعام, فالخاصة تفضلك بما تعلم, والعامة تفضلك بما تملك.

وقال هارون الرشيد لإسماعيل بن صبيح إياك والدالة فإنها تفسد الحرمة, وتنقص الذمة, ومنها أتى البرامكة.

وقال: ما في الدنيا ابن يستوي عليه ثوب أبيه إلا تمنى موته.

وقال المنتصر بالله: والله ما ذل ذو حق ولو اتفق العالم عليه؛ ولا عز ذو باطل ولو طلع القمر في جبينه.

وقال آخر حركة الإقبال بطيئة وحركة الإدبار سريعة, لأن المقبل كالصاعد مرقاة, والمدبر كالمقذوف به من موضع عال.

وقال آخر: أحق الأشياء بالصبر عليه ما ليس إلى دفعه سبيل, ولا على تغييره قدرة.

<<  <   >  >>