للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- وَإِنْ كَانَ فِي خَاتَمِهِ فَصٌّ فِيهِ صُورَةٌ ذِي رُوحٍ فَلَا بَأْسَ بِلُبْسِهِ. لِأَنَّ هَذَا يَصْغُرُ عَنْ الْبَصَرِ، وَلَا يُرَى عِنْدَ النَّظَرِ إلَيْهِ مِنْ بَعِيدٍ، وَإِنَّمَا يُكْرَهُ مِنْ ذَلِكَ مَا يُرَى مِنْ بَعِيدٍ، ثُمَّ مَعْنَى التَّعْظِيمِ وَالتَّشْبِيهِ بِمَنْ يَعْبُدُ الصُّورَةَ لَا يَحْصُلُ فِي اسْتِعْمَالِهِ هَذَا، وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - كَانَ عَلَى فَصِّ خَاتَمِهِ كُرْكِيَّانِ بَيْنَهُمَا شَيْءٌ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى. وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ -، كَانَ فِي خَاتَمِهِ صُورَةُ أَسَدٍ رَابِضٍ.

أَلَا تَرَى أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِأَنْ يَحْمِلَ الرَّجُلُ فِي حَالِ الصَّلَاةِ دَرَاهِمَ الْعَجَمِ، وَإِنْ كَانَ فِيهَا تِمْثَالُ الْمَلِكِ عَلَى سَرِيرِهِ، وَعَلَيْهِ تَاجٌ.

- وَلَا بَأْسَ بِأَنْ يَكُونَ فِي بَيْتِ الرَّجُلِ سَرِيرٌ مِنْ ذَهَبٍ لَا يَقْعُدُ عَلَيْهِ وَأَوَانِي مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ لَا يَشْرَبُ فِيهَا، وَلَا يَأْكُلُ، وَلَكِنَّهَا مَوْضُوعَةٌ يَتَجَمَّلُ بِهَا، وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةِ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ -، قَدْ كَانَ ذَلِكَ فِي بَيْتِهِ فَلَمَّا قِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ قَالَ: هَذِهِ امْرَأَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ تَزَوَّجْتهَا فَجَاءَتْ بِهِ. وَمَا ذُكِرَ بَعْدَ هَذَا إلَى آخِرِ الْبَابِ وَقَدْ اسْتَقْصَيْنَا شَرْحَهُ فِي كِتَابِ الْكَسْبِ مَوْصُولًا بِشَرْحِ الْمُخْتَصَرِ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.

<<  <   >  >>