للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَلَوْ كَانَ قَالَ لِأَمَتِهِ إذَا جَاءَ يَوْمُ النَّحْرِ فَأَنْتِ حُرَّةٌ، ثُمَّ لَحِقَ بِدَارِ الْحَرْبِ مُرْتَدًّا، فَقَضَى الْقَاضِي بِهَا لِلْوَارِثِ فَأَعْتَقَهَا الْوَارِثُ، ثُمَّ لَحِقَتْ بِدَارِ الْحَرْبِ مُرْتَدَّةً، فَسُبِيَتْ كَانَتْ فَيْئًا، وَأُجْبِرَتْ عَلَى الْإِسْلَامِ، بِمَنْزِلَةِ الْحُرَّةِ الْأَصْلِيَّةِ إذَا ارْتَدَّتْ وَلَحِقَتْ بِدَارِ الْحَرْبِ؛ فَإِنْ أَسْلَمَتْ ثُمَّ جَاءَ الْمُرْتَدُّ مُسْلِمًا فَاشْتَرَاهَا ثُمَّ جَاءَ يَوْمُ النَّحْرِ وَهِيَ فِي مِلْكِهِ، لَمْ تُعْتَقْ، بِخِلَافِ جَمِيعِ مَا سَبَقَ؛ لِأَنَّ هَذَا الْعِتْقَ كَانَ مُنْهِيًا لِمِلْكِهِ، وَقَدْ بَطَلَ ذَلِكَ الْمِلْكُ أَصْلًا حَتَّى يَنْفُذَ الْعِتْقُ مِنْ الْوَارِثِ فِيهَا، فَكَانَ هَذَا مِلْكًا حَادِثًا مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، وَهَذِهِ زفرية، وَأَصْلُهَا فِيمَا إذَا قَالَ لِأَمَتِهِ: إنْ دَخَلْت الدَّارَ فَأَنْتِ حُرَّةٌ ثُمَّ أَعْتَقَهَا فَارْتَدَّتْ بِدَارِ الْحَرْبِ، ثُمَّ سُبِيَتْ فَمَلَكَهَا، وَدَخَلَتْ الدَّارَ لَا تَعْتِقُ إلَّا عَلَى قَوْلِ زُفَرَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى -. وَاَللَّهُ الْمُوَفِّقُ.

<<  <   >  >>