للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وللغدة النخامية دور كبير في عملية الولادة فضلا عما تقوم به من تحريض الغدة الدرقية على اصطياد مادة اليود من الدم وصنع هرمونات الدرق. والعجيب أن هذه الغدة لا يزيد حجمها على واحد سم مكعب.

يا سبحان الله..

إنَّ الخليَّة الأولى تنقسم إلى خلايا تكون العين في الظلام لترى عندما تخرج إلى النور وتكون أذن يتم تكوينها في صمت الرحم لتسمع عندما تخرج إلى ضجيج الحياة.

وتكون كرات الدم البيضاء التي تعمل عمل الجيوش المدافعة عن الجسد ضد الجراثيم الداخلة إليه.

أما خلايا الأعصاب وخلايا المخ فلا يتسع لها إلا كتب التخصص لشدة تعقيدها: (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (٥٨) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ) ؟

إنَّ القرآن العظيم لا يلفت عقول الناس إلا لأمر عظيم وقد يغيب سر ذلك عنا: (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (٥٨) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ) ؟

تذكرنا هذه الآية الكريمة بأمرين جليلين يحسن الإشارة إليهما.

أولهما: أن الجسد غيور يطرد كل غريب عنه وكرات الدم البيضاء تخوض معركتها مع الجسم الغريب فإما أن تنتصر وإما أن تنتحر والصديد هو جثث كرات الدم البيضاء المنتحرة.

فما سر أن يقبل رحم المرأة (الحيوان المنوى) ويرحب به؟

لماذا لم يقتله كما يقتل كل جسم غريب؟

إن سر ذلك عند الله وحده.

ثانيهما: عندما يتم الإخصاب تبدأ رحلة الجنين في الرحم يكون الجنين خلية واحدة وبعد مدة الحمل يصل تكاثر الخليَّة إلى مائة بليون خلية.

<<  <   >  >>