للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن حفظ النبات آية أخرى من آيات الله.

فلو أهلك الله نباتهم لظلوا يتفكهون بالحديث عن مصابهم باكين.

على ما أنفقوا من أموالهم على هذه الزروع: (فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا) فهم مغرمون بما أنفقوا أي يلازمهم الحزن ملازمة الغريم لغريمه، ومحرومون من ثمار طالما انتظروها.

(لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (٦٥) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (٦٦) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ) ...

[الماديون والنبات]

حارت المادية الحديثة في تفسير نشأة النبات، وتنوعه، حيرتها في تفسير نشأة الإنسان.

ولكن القرآن يخاطب العقل السليم بما يثبت التكامل في عالم النبات ويؤكد تهافت الملاحدة في قولهم بالمصادفة , وأكتفى هنا بذكر دليلين فقط على إثبات القصد وعدم المصادفة في عالم النبات..

[الدليل الأول - التكامل:]

الدارس لعطاء المملكة النباتية، وما تقدمه للإنسان، يرى أن النبات يقدم للإنسان الغذاء والكساء والدواء، حتى اللحم الحيوانى، الذي نأكله فأصله النبات، لأن الله حرم علينا أكل الحيوانات التي تتغذى على غير النبات، وحسبك من عطاء النبات أنه يقدم للإنسان السكر.

وإذا نقص السكر في دم الإنسان عن ٥٠ ميللجرام في كل ١٠٠سم٣ فإن المرءَ يشعر باضطراب ذهنى، وانزعاج , وإذا هبط أكثر إلى ٤٠ ميللجرام أصيب المرءُ بالارتعاشات العضلية وإغفاء متزايد , فإذا زاد نقصان السكر تحدث عملية (الثبات السكرى) وهو حالة الغيبوبة

<<  <   >  >>