للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا.. ولم تزل مقاصد القرآن في النبات تحتاج إلى مدارسة لقد أغنانا القرآن بأسلوبه السهل العميق واستخدامه لمظاهر الطبيعة الملموسة للجميع عن أساليب الفلسفة وحاول أن يوصلنا من أقرب طريق: (وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ)

الدليل الثالث - نزول الماء من السحاب: قال تعالى:

(أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (٦٨) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (٦٩) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ)

ساق القرآن الدليل الثالث على البعث من عملية نزول الماء من السحاب لما يحدثه هذا الماء من حياة في الأرض وكما تعودنا سنتابع في حياء آيات الله سبحانه في الماء وأثره في حياتنا فحيثما وجدت الحياة فلا بد من وجود الماء لأن الماء سر الحياة فإذا جف الكائن الحي فقد الحياة فالماء يوجد في كل خلية حيَّة متحداً اتحاداً كيماوياً في هيولى الخليَّة كما يوجد متشربا لجزئياتها ومتدخلا في مسامها كما يتداخل في مسام الإسفنج وهو يمثل نسبة ثابتة في تكوين الخليَّة قال تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)

ولأمرٍ ما: جعل الله عرشه على الماء قبل خلق السماء والأرض قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ)

وكان عرشه على الماء: وكان الماء على (لا شيء) .. لأن السموات والأرض لم تكن بعد قد خرجت عن الوجود.

لقد كان الماء محمولا على قدرة الله وليس لأحد من الناس أن يدخل نفسه في الغيب بدون إذن من صاحب الغيب فليس لنا أن نتحدث عن العرش ما هو ولا كيف كان. ولكن من حقنا أن نفهم من الآية الكريمة: (وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ) أن الماء مظهر لعظمته سبحانه وقد سبق أن فسرت آيات القرآن في موضوع الماء في كتابى (حتى لا نخطئ فهم القرآن) الجزء الثالث ويحسن أن أعيد ذكر بعضها هنا إتماماً للموضوع

<<  <   >  >>