للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أعمق في التهديد من قوله تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ)

فعلى العباد أن يستعظموا النعمة بالماء ويقدروها بالشكر الدائم ويخافوا نفادها إذا لم تشكر.

التهديد الثانى:

قال تعالى: (لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ)

تحويل الماء العذب إلى ملح أجاج ليس بالأمر الصعب لأن الله على كل شيء قدير والدراسات العلمية تؤكد أن تحويل الماء النازل من المطر يمكن أن يتحول إلى سائل كيماوى يهلك الحرث والنسل. فاحتكاك السحاب سالبه بوجبه يولد شرارة كهربية هذه الشرارة ينشأُ عنها إذابة جزء من الهواء في الماء النازل فيتكون (ثانى أكسيد النيتروجين) بنسبة تذوب في ماء المطر فتغذى النبات.

فلو شاء الله زيادة هذا الحامض في ماء المطر لأفسد هذا الماء حياة الناس

...

وبعد: إن العلاقة بين الماء والبعث تتجلى في نزول الماء على الأرض الميتة فتهتز وتربوا والماء آية من آيات الله ونعمة من نعمه وبمقدار الإنعام بما يشتد وقع التهديد بزوالها أو تحويلها حامضاً يهلك كل شيء وقد أخبر القرآن أن الله سبحانه إن رضي عن عباده ساق سحاب الخير والبركة اليهم قال تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (١٠) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا)

وإن عضب على العبيد أهلكهم بالماء نفسه.

قال تعالى: (فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (٢٤) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ)

<<  <   >  >>