للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رضوان الله:

الشعور برضوان الله عليهم يتضائل أمامه كل شعور بالنعيم , لأنهم أدركوا حقيقة القرب. وزال عنهم حجاب الغفلة.

(وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)

إنَّ من عرف ربه. وعاش في معيته يدرك الأبعاد النفسية لرضوان الله عليه. ويدرك كيف يصغر كل نعيم محسوس أمام هذا الرضوان.

لقد قضى المؤمنون حياتهم ينشدون هذا الرضوان. وتسابق الأنبياء لنيله. فموسى عليه السلام تعجل في ترك قومه حتى عاتبه الله على عجلته. من أجل الحصول على رضوان ربه: (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى)

وسليمان عليه السلام عندما أدرك حديث النملة تبسم ضاحكا من قولها.

ثم استدار يطلب من الله أن يوفقه لعمل يرضيه سبحانه شكرا له على موفور نعمه: (فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ)

وإذا كان كثير من الناس يسعى في كل اتجاه لأرضاء من يملكون كلمة مسموعة , أو جاها نافعا لدنياهم. ففقير يعتز بفقير. (وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ)

أما الذين أدركوا حقيقة التوحيد، وآمنوا بالقدرة الكبيرة المدبرة للكون، وتوكلوا على الله حق التوكل، فقد أيقنوا أن كل شيء يصدر عن الله يصدر لحكمة. وإن غابت عنا.

أيقنوا أن اختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه.

وأن ما نضيق به من صنوف القدر ما هو إلا وجه لعملة الوجه الثانى لها

<<  <   >  >>