للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان ولده محمد من ثقاة موثقي تونس يعرف بولد القاضي.

وأما ولده قاسم فقد ترقى إلى المراتب العلية واستوزره الأمير حميدة الحفصي وقربه وصاهره بابنتيه لولديه العالمين أبي الفضل وأبي يحيى، فتزوج أبو الفضل الرصاع بزوجته وتوفيت زوجة أبي يحيى قبل البناء عليها، وبذل الشيخ أبو يحيى نفسه في خدمة العلم ومن مشايخه الشيخ محمد الأندلسي اتفق لشيخه أنه خرج منتونس لطرابلس فلحق به للأخذ عنه فأخبره أنه كان لحق بشيخه أحمد العيسي شارح شواهد المغني كذلك عند خروجه من تونس إلى طرابلس رضي الله عنهم. وكان الشيخ أبو يحيى الرصاع من علماء التفسير يقريه قراءة رجاله. وتقدم لخطة الفتيا فزانها زمناً طويلاً ثم للإمامة الكبرى بجامع الزيتونة سنة ١٠١٧ سبع عشرة بعد الألف وعند ذلك استقال من خطة الإفتاء لاستقلاله بالإمامة والتدريس وزان محراب جامع الزيتونة ومنبره بعلمه ودينه وخطب الخطب البليغة. وأدركته المنية يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من ذي الحجة الحرام ١٠٣٣ ثلاث وثلاثين وألف.

ولم يزل العلم في بنيه، وجميع بنيه تقلدوا خطة العدالة؛ أما حفيده صاحب الترجمة فقد قرأ وجلس للإقراء والتوثيق وقدمه مراد بأي لإمامة جامع الزيتونة حين عزل الإمام البكري وتقدم للفتبا، ولما ولي إبراهيم الشريف عزله وقد عاد إلى الفتيا وعزل منها عدة مرار، وقد كان مباشراً للإفتاء أواسط سنة ١١٠٨ ثمان ومائة وألف، وكان إمام صناعة التوثيق واسع الاطلاع عريض الفتاوى طويل القامة خفيف الشعر حسن الملاقاة توفي سنة ١١٣٢ اثنتين وثلاثين ومائة وألف عليه رحمة الله وقد أبدع أبو الحسن علي الغراب في التورية في بعض قصائده التي قال فيها.

[البسيط]

كانت جواهر نظمي في محاسنه ... تعلو على أنجم الجوزاء والحمل

فلم يزل يحتوي درَّ البيان وما ... يحوي يرصعه درّاً عليه جلي

حتى إذا ما علا فيما يرصِّعه ... خفضت قدريَ للرصاع وهو علي

[١٨]

[الشيخ علي الستاري]

هو الشيخ أبو الحسن علي الستاري ولد بتونس سنة ١٠٧٥ خمس وسبعين وألف، وحفظ القرآن العظيم وتصدى لقراءة العلم الشريف فقرأ الفقه والنحو على الشيخ سعيد الشريف والشيخ محمد الغماد والشيخ محمد فتاتة، وتصدى للتدريس بجامع الزيتونة وغيره وله قدم راسخ في التوثيق وكان منتصباً للإشهاد سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف.

وله المعرفة الختامة بالنوازل ولذلك قدمه المقدس حسين باشا لخطة الإفتاء على مذهب الإمام مالك وكان عارفاً بالمذهبين مع حسن محاضرة ومعرفة بتواريخ البلاد وله صلابة في الدين لا تأخذه في الحق لومة لائم مع مروءة بها لا يلتفت إلى ما لا يعنيه، وان طويل القامة جميل الصورة لم أقف على تاريخ وفاته.

وقد ذكره صاحب الشهب في علماء جامعه الزيتونة فقال: ومنهم العلامة النحرير العدل شيخ الإسلام مفتي المالكية الآن ببلدنا أبو الحسن علي الشهير بالستاري، له مشاركة في الفنون واطلاع على المذهب المالكي بل والحنفي غير متهم بما يتهم به الغير ولا يلين جانبه بخلاف الشرع ذو قدرة على المقابلة في الحق لا تأخذه في الحق لومة لائم يصدق عليه قول الشاعر: [الطويل]

وإن لساني يشتفى بها ... وهوَّ على من صبه الله علقم

[١٩]

[الشيخ محمد جعيط]

هو الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد جعيط كان واله عالماً جليلاً وتقدم لخطة التدريس ونسج ولده على منواله فقرأ الحديث على الشيخ أحمد الشريف إمام مسجد دار الباشا، وأخذ الحديث أيضاً عن الشيخ سعيد المحجوز، وقرأ النحو والفقه والأصول والبيان والمنطق على الشيخ سعيد بن سعيد الطرابلسي الشريف، وقرأ علوم القرآن على الشيخ إبراهيم الجمل، وقرأ على الشيخ محمد الغماد والشيخ علي العامري والشيخ قاسم الغماري والشيخ محمد قويسم وبرع في التجويد والقرءات براعة تامة وتضلع بالفقه والنحو والبيان والحديث والمنطق والأصلين وحصل على إجازات فائقة وتصدر للتدريس في عدة أماكن وله ولع بخدمة العلم موصوف بالديانة والعفاف والوقار أفاد كثيراً بتدريسه.

<<  <   >  >>