للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتتم على هذا الأسلوب في التركيب، الخماسي، والرباعي، غير أنها تفتقر إلى مزيد علم بالحساب، وفطنة لشعب الصور، وقد بلغني عن بعض الحيسوبيين من الفرنج أنه لما بلغه أني نظمت هذه القصيدة، وذكر له نزراً مما يسترج منها من التواريخ أنكر على الناقل له ذلك أفظع إنكار، ورأى أن ذلك في حيز المستحيلات، ولتكونن هاته القصيدة بحول الله شجى في حلوقهم وفخراً لكافة المؤمنين.

واعلم أنها مفتقرة إلى شرح يحل معانيها، ويبين ما روعي في أبياتها من الشروط وما ينشأ عنها من التواريخ فإن الذي أشرنا إليه نزر من بحر، وسنشرع فيه بحول الله بعد وقوعها موقع الارتضاء من حضرة وليها خلد الله سلطانه.

واعلم أن نصف المعجم ما يخرج بالوجه الأول يدخل ما يخرج بهذا الوجه فيستقل ذلك الوجه بنصف ما يخرج به فهو لا يخرج بهذا الوجه الأخير، وهناك وجوه أخر كل منها يستقل بألوف ألوف متكاثرة، مبنية على شروط أخر، روعيت في الأبيات جمعاً وفرادى، لا يمكن لنا الآن الإشارة إليها، وإن تيسر الشرح، رأى ناظره العجب العجاب، بإعانة الله سبحانه.

كتبه منشئه حامداً مصلياً مسلماً

[الحاشية الثالثة]

يحصل صور من مائة وأربعة وسبعين موقعاً ١٢٢٥ ثم تأخذ واحداً من الستة الباقية وله ستة ولك فيه سبع صور من المواقع المائة والخمسة والسبعين، التركيب السباعي، فنقول هو أن تأخذ واحداً من الأصول السبعة لك التركيب الرباعي فما دونه لأن المواقع أربعة، ولنبين، والخماسي فما دونه وأما في البيت الواحد بمفرده فلا يتأتى مائة وخمسة وسبعين ويمكن لك التركيب السبعي والسداسي والاستخراج بهذا الوج من كامل القصيدة فإن المواقع تصير حينئذ فيها ببرهان، ولولا ضيق الوقت لسقتها بحذافيرها وأما يحصل لك بهذا الوجه ألوف كثيرة من البيت الواحد لا تداخل.... وثمانون ... ثم تركب بأخذ ثلاثة أصول من موقع واحد وهكذا إلىت أن الواحد والعشرين والثلاثين في ستة، وذلك ثلاثة آلاف سبعمائة، ثم تكمل الأصل السابع من الموقع الباقي فيحصل لك من التواريخ مسطح من ثلاثة الأصول الباقية، ولك فيها ثلاثة أوجه وموقعان لها بستة من الثلاثة وفيه عشرة أوجه في المواقع الثلاثة بثلاثين، ثم تأخذ اثنين ولك فيها أحد وعشرون وجهاً، ثم تأخذ اثنين من الخمسة من وقع ولك فنقول، التركيب الأول أن تأخذ اثنين من الأصول السبعة من موقع....

ومع كمال غرابة هذه القصيدة قد شذت عن ديوان شعره لأنني لم أظفر بها حين جمعي له وإنما وصلتني بسبب وذلك أنني لما أتممت طبعه وأرسلته إلى كافة الآفاق ورد إلي مكتوب من باريس كتبه الأديب النصراني رشيد الدحداح الماروني اللبناني يخاطبني فيه برسالة في متعلقات القصيدة المذكورة حيث إنها كانت من ذخائره ثم ألّلإ رسالة سماها قمطرة طوامير وأودعها نص الرسالة التي كاتبني بها بتاريخ ٢٥ أيلول سنة ١٨٧٩ لما احتوت عليه من مآثر صاحب الترجمة، ولأهمية هاته الرسالة التي خاطبني بها نوردها هنا بما احتوت عليه وهذا نصها بعد المفاتحة والتحلية والخطاب: إنني لما اطلعت على ديوان علامة مصره، ونابغة عصره، صاحب الذكاء العبقري، ومن له في كل فن زند وري، الهمام الذي بمثل بعض صنائعه، وبدون البلوغ إلى طبقة بدائعه، اشتهر رجال وسرفوا وسادوا، الشيخ الشريف محمود قابادو، ووجدته عباب فضل لأدواء الأفئدة آسيا، فأذكرني من ربه عهداً ما كنت به ناسياً، أما أنت أيها المفضال الذي اعتنى بجمع دررع، وأطلع من الحجاب متواليات غرره، وأبد لمآثره ذكراً، وأفشىمن مفاخره سراً، بعد أن كان هو الحريص٢ على كتمانه، عن أهل زمانه، فإني أشهد لك بإسباغ المنة، وهذا أصدق من قوله إنه وإنه، وأما الضالة التي نشدتها، أي القصيدة التي فقدتها، فاسمها سوق اساطيل البوارج، لعوق أباطل الخوارج، مكتوب بعض حروفها بالأحمر فيخرج من تلك الحروف من كل بيت شطر فتصير قصيدة ثانية من الوزن والروي قائمة بذاتها مشتملة على ألوف التواريخ كالأصل والذي وجدتموه منها وذكرتموه في الديوان غير صحيح وهاك أولها: [الخفيف]

خير حام مجد مجير العبيد ... حاط خيراً مجرى لعبد المجيد

حاطه عن عثار جعدٍ برجف ... منتج جحد عرف ربق العهود

فيخرج من أحمر هاذين البيتين بيت وهو:

خير حام مجير عبد المجيد ... عن عثار برجف جحد العهود

<<  <   >  >>