للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هو القاضي أبو العباس حماس بن مروان بن سماك الهمداني، ولد سنة ٢٠٢ اثنتين ومائتين، وسمع من محمد بن عبدوس وسحنون.

وكان قاضي إفريقية بالقيروان محمد بن أسود الصّدّيني المعتزلي ممن يقول بخلق القرآن والناس ينفرونه، فأراد زيادة الله بن الأغلب أن يحمده العامة، فعزل الصديني وأولى حماساً قضاء إفريقية في رمضان سنة ٢٩٠ تسعين ومائتين. وكان من أفضل القضاة واعْدَلِهم وأعلمهم بعلم القضاء مع حسن الفطرة.

وكان ابن الصايغ كبير دولة زيادة الله من الشيعة فسعى عند زيادة الله في ولاية محمد بن أحمد بن جمال من أهل العراق فولي القضاء مع حماس واليد له فخرج حماس إلى رقادة ستة اشهر يطلب الإعفاء إلى أن أعفي في جمادى الأولى سنة ٢٩٤ أربع وتسعين ومائتين.

ثم تنقلت الدولة إلى عبيد الله الشيعي وخرج زيادة الله بن الأغلب هارباً إلى المشرق ومعه ابن الصايغ وولى عبيد الله الشيعي محمد بن عمر المروذي الشيعي، وعظم أمره علر رأس الثلاثمائة وكثر قتله للعلماء والصالحين حتى عاد عبيد الله من سجلماسة فوجد في سجنه بعض أعيان علماء تونس فعزله وسعى به إلى ابن خنزير فضرب وقتل.

وتوفي حماس سنة ٣٠٤ أربع وثلاثمائة عليه رحمة الله آمين.

[١٥ محمد بن أبي منصور الأنصاري]

هو القاضي أبو عبد الله محمد بن أبي منصور بن محمد بن عبد الله بن حسن الأنصاري الأندلسي رحل إلى المشرق وسمع من القاضي إسماعيل بن إسحاق وغيره.

وجبره المنصور إسماعيل بن أبي القاسم بن عبد الله على القضاء، وقبل ما اشترطه، ولازم القضاء بالقيروان بفقه ودين إلى أن توفي لعشر بقين من المحرم سنة ٣٣٧ سبع وثلاثين وثلاثمائة عليه رحمة الله آمين.

[١٦ عبد الله بن هاشم]

هو القاضي أبو محمد عبد الله بن هاشم بن مسرور من أهل العلم والتقشف والصقة ولي القضاء بالقيروان بعد وفاة من قبله ولازمه إلى أن توفي يوم الاثنين لست بقين من شعبان سنة ٣٦٠ ثلاث وستين وثلاثمائة عليه رحمة الله آمين.

[١٧ محمد بن هاشم]

هو القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن هاشم بن مسرور.

صلّى على والده بعد وفاته وتقدم عوضه للقضاء بالقيروان ولازم القضاء إلى أن توفي في منتصف شعبان سنة ٣٩٩ ثلاث وتسعين وثلاثمائة عليه رحمة الله آمين.

[١٨ عبد الرحمن بن هاشم]

هو القاضي أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن هاشم بن مسرور.

صلى على والده بعد وفاته وولي عوضه القضاء بالقيروان إلى أن توفي سنة ٤٣٥ خمس وثلاثين وثلاثمائة عليه رحمة الله آمين.

[١٩ أحمد بن أبي زيد]

هو القاضي أبو العباس أحمد بن أبي زيد تقدم للقضاء بعد وفاة من قبله وتأخر سنة ٤٣٩ تسع وثلاثين وأربعمائة.

وبعد هذا التاريخ أتى على القيروان الخراب بسبب تفاقم أمر الشيعة، وتنقلت الدولة إلى المهدية، ومن قضاتها أبن سعلان الذي لم يقبل القضاء إلا باستدعاء عبد الحميد بن الصائغ القيرواني إلى الفتيا معه بالمهدية ليعتمد عليه في المشورة، واجتمعا بالمهدية في الخطتين سنة ٤٧٥ خمس وسبعين وأربعمائة.

ثم قَطَع دعوة الشيعة من القيروان المعزُّ بن باديس وكان قاضيه يومئذ ابو بكر بن أبي محمد بن أبي زيد السني، فحكم هو وأبو القاسم اللبيدي بفساد مذهب الشيعة مستهل صفر الخير سنة ٤٨٨ ثمان وثمانين وأربعمائة وعظم فساد الأعراب وانتشر انتشاراً كلياً. قال أبو مهدي عيسى الغربيني: إنه بعد الخمسمائة من الهجرة انقضت طبقة العلماء من إفريقية، ولم يبق بالقيروان من له اعتناء بتاريخ لاستيلاء مفسدي الأعراب على إفريقية وتخريبها وإجلاء أهلها عنها إلى سائر بلاد المسلمين وذهاب الشرائع بعدم من ينصرها من الملوك، إلى أن منّ الله على الناس بظهور دولة الموحدين وهم بنو عبد الواحد بن أبي حفص فوضحت بها معالم الدين وسبل الحق ورسوم الشرع فظهر بظهورها بإفريقية العلماء والصلحاء.

الروض المونس* فيمن ولي قضاء إفريقية بتونس ١،٢،٣

<<  <   >  >>