للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أما بعد إهداء سلام تحمله إليكم أنفاس متصاعدة، وترد به عليكم أجناس من الأشواق متعاضدة، فإنه لا يخفى على جنابكم الأجل، أن الأمر كله لله عز وجل، وإنه لا يسأل عما يفعل ولا عما فعل، وأن العلم بهذه القاعدة مما يبرد حر الأنفاس المتصاعدة، ولولا العلم بها على التفصيل، لفتك بنا مصابكم بذلك الخطب الجليل، ألا وهو فقدكم لزوجتكم المرحومة، التي هي إن شاء الله بالخير والصلاح موسومة، برد الله ثراهأن وعرفها فضله وأدراهأن وأسكنها من الجنة غرفهأن وأنالها منه طرفهأن وقد عظم علينا مصابكم بذلك الفقدان، حتى أنساني الأفراح التي كنت أختلسها من الزمان، فإني كنت مسروراً بختان ابني فما راعني إلا أن ورد نبأ مصابكم علي فأبدل بالترح، ما كان من الفرح لدي، وقال لي حي على الحزن حي، فنزعت عما كنت فيه، وعلمت أن الزمان لا يصفو لغير بنيه، ولكن حيث كان الموت فرضاً على الأعيان، وحتماً على كل إنسان، فلا أسف ولا جزع، والخير فيما وقع، على أن الجازع بعد الفوت، لا يسمع لجزعه صوت، ولا سيما مع ملاحة قوله تعالى: (يوجد آية) ، وح لا يسعنا غلا الانقياد والإذعان، لأحكام الملك الديان، الذي نرجو منه أن يخفف عنا وعنكم ما ثقل من هذه الأحزان بتحقيق ما نطق به الفال عن صميم الجنان، تاريخاً لتلك الفقيدة الفائزة إن شاء الله بأحب نفعة لها في الجنان، في قولنا على لسان الجود والفضل والإحسان، يا رضوان أنزل زوجة السنوسي بأحب الجنان، فناهيك من فال دل على ما للفقيدة عن شاء الله من حسن المال، فالزم يا أخي الصبر حتى يعظم لك الثواب، وتقع الصلاة عليك من الملك الوهاب، وأحمد الله الذي جعل في صحيفتكم ثواب مصيبتهأن ولم يجعل ثواب مصابها بكم في صحيفتهأن وقل كما قال الصابرون إنا لله وإنا إليه راجعون، والله المسؤول، بنبيه الرسول، أن يعاملها بالإحسان، وأن يخلع على الجميع خلع الرضوان، وأن يحسن فيها عزائكم، ويجزل على مصابكم بها جزاءكم، وأن لا يريكم بعدها ما تكرهونه، وأن يبلغكم من خيري الدارين ما تأملونه، وأن يحفظنا وإياكم من حوادث الليالي والأيام، وأن يبلغنا وإياكم من خيري الدارين كل مرام، بجاه سيدنا محمج عليه الصلاة والسلام، وعلى آله الكرام، وأصحابه المرجو بهم حسن الختام، حرره إليكم الداعي بدوام بقائكم في ظل عيش وريف، ودودكم الحاج محمد طريفة المفتي المالكي الشريف، في ٢٠ شوال سنة ١٣١٢) .

[الجلازيون]

قد سبق أن العانس الجلازية هي جدة آباء صهري وهي العانس بنت الشريف أبي الحسن علي بن عبد الله بن عبد القادر الجلازي من الأشراف العلاليين الذين ارتحلوا من المغرب ونزلت فرقة منهم بجبل مغيتر وفرقة نزلت بمصر وارتحلت منهم فرقة إلى أرض تونس فنزلوا بماطر ومنهم الجلازيون.

<<  <   >  >>