للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والتهب نارها فمنظرها ... يغنيك عن كل منظر

إذا رمت بالشرار واضطرمت ... على ذراها مطارف اللهب

رأيت ياقوتة مشبكة ... تطير منها قراضة الذهب

أبو الفضل الميكالي:

تصوغ لنا كف الربيع حدائقا ... كقعد عقيق بين سمط لآلي

وفيهن أنوار الشقائق قد حكت ... خدود عذارى نقطت بغوالي

ابن المعتز:

زارني والدجى أحم الحواشي ... والثريا في الغرب كالعنقود

وهلال السماء طوق عروس ... بات يجلى على غلائل سود

الصابي:

قبلت منه فما مجاجته ... تجمع معنى المدام والشهد

كأن مجرى سوكه برد ... وريقه ذوب ذلك البرد

وتشبيه الشيخ صفي الدين الحلي في بديعيته قوله:

كأنما حلق السعدي منتثر ... على الثرى بين منفض ومنفصم

حروف خط على طرس مقطعة ... جاءت بها يد غمر غير مفتهم

ومن الغريب أن ابن جابر لم ينظم نوع التشبيه في بديعيته.

وبيت بديعيتي العز الموصلي قوله:

وقيل للبدر تشبيه إليه نعم ... نجم الثريا له كالنعل في القدم

وبيت بديعية ابن حجا قوله:

والبدر في التم كالعرجون صار له ... فقل لهم يتركوا تشبيه بدرهم

الذي أراه أن هذا التشبيه غير صحيح, فإن القمر لا يطلق عليه اسم البدر إلا ليلة كماله, فتشبيهه بالعرجون لا وجه له. نعم لو قال: والقمر, كان صحيحا, كما قال تعالى "والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم". ثم قوله: في التم, حشو قبيح, لما علمت أن البدر اسم القمر ليلة تمامه.

وبيت بديعية المقري قوله:

أذكى مصابيح أنوار الهدى فمشت ... في ظلمة الشرك مشي النار في الظلم

وبيت بديعية السيوطي قوله:

وكم له معجزات لم يشن كسف ... شموسها لا كتشبيه بسحرهم

وبيت بديعية العلوي:

كأنه الموت أو كالشهد مطعمه ... في الحرب والسلم للأعداء والحشم

وبيت بديعية الطبري:

فاق الأنام فلا تشبيه بينهما ... صغرى عزائمه تزكو على الهمم

هذا البيت ليس من التشبيه في شيء كما هو في الظاهر, ولا أعلم كيف خفي عليه ذلك مع ظهوره.

وبيت بديعيتي هو قولي:

ماضيه كالبرق والتشبيه متضح ... يلوح في أثره ما لاح صوب دم

[الفرائد]

إذا فرائد جيش عنده اتسقت ... مشى العرضنة والشعواء في ضرم

هذا النوع يختص بالفصاحة دون البلاغة, لأنه عبارة عن الإتيان بلفظة فصيحة, تتنزل منزلة الفريدة من القصيدة, وهي الجوهرة التي لا نظير لها, تدل على عظم فصاحة المتكلم وقوة عارضته, وجزالة غريبته, بحيث لو أسقطت من الكلام عري من الفصاحة, كقوله تعالى "الآن حصحص الحق" فلفظة (حصحص) فريدة, يعسر على الفصحاء الإتيان بمثلها في مكانها. ومثلها لفظة (الرفث) في قوله تعالى "أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم". ولفظة (فزع) في قوله تعالى "حتى إذا فزع عن قلوبهم". و"خائنة" في قوله تعالى "خائنة الأعين".

ومثاله في الشعر قول أبي بكر الهدلي:

ومبرء من كل غبر حيضة ... وفساد مرضعة وداء مغيل

فقوله: غبر, بضم الغين المعجمة وتشديد الباء الموحدة وبعدها راء مهملة, بمعنى بقايا الحيض, أنصح لفظ لمثل هذا المكان, وقوله: مغيل, اسم فاعل من أغيلت المرأة ولدها, إذا أرضعته وهي حامل, ويقال: أغالته أيضاً فهي مغيل, كمفيد, والولد مغال ومغيل. وفي حديث (لقد هممت أن أنهي عن الغيلة, ثم ذكرت أن فارس والروم يفعلون ذلك فلا يضرهم) .

وقول حسان:

كم قد ولدنا من نجيب قسور ... دامي الأظافر أو ربيع ممطر

سدكت أنامله بمرهف باتر ... وتثير فائدة وذروة منبر

الشاهد, في قوله: سدكت أنامله, فإن لفظة (سدكت) فريدة لا يقوم مقامها غيرها. يقال: سدك به كف, أي لزمة.

وبيت بديعية الشيخ صفي الدين الحلي قوله:

ومن له حاور الجذع اليبيس ومن ... بكفه أورقت عجراء من سلم

الشاهد في قوله: عجراء وهي العصا المعقدة. قال في شرحه: ولا يعبر عن صلابة العصا وتعقدها بمثلها.

ولم ينظم ابن جابر الأندلسي هذا النوع في بديعيته.

وبيت بديعية العز الموصلي قوله:

وشم وميض بروق من فرائده ... وانظم حنانيك عقدا غير منفصم

<<  <   >  >>