للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن نمومين دمعي حين أذكره ... [يذيع سري وواش منه بالرصد] .

[ومن ضعيفين صبري حين أذكره] ... ووده ويراه الناس طوع يدي.

مهفهف رق حتى قلت من عجب ... أخصره خنصري أم جلده جلدي.

ومنها أن يقع بعد المبتدأ، وهو- أعني التفسير- خبره، أو بعد تمام المبتدأ والخبر، ومثال النوعين: قول ابن المغربي:

المدنفان من البرية كلها ... جسمي وطرف بابلي أحور.

والمشرقات النيرات ثلاثة ... الشمس والقمر المنير وجعفر.

وقول ابن الرومي:

آراؤكم ووجوهكم وسيوفكم ... في الحادثات إذا دجون نجوم.

منها معالم للهدى ومصابح ... تجلو الدجى والأخريات رجوم.

فقوله في أخر البيت الأول: نجوم، تفسير للمبتدآت المذكورة في أوله، والبيت الثاني تفسير تفصيل لما في النجوم من الأجمال. وقد أحسن فيهما كل الإحسان من جودة الترتيب واستيفاء ما ذكر الله من منافع النجوم، من كونها معدة للمعالم والمصابح والرجوم.

ومنها قول محمد بن وهيب:

ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتها ... شمس الضحى وأبو إسحاق والقمر.

يحكي أفاعيله في كل نائبة ... الغيث والليث والصمصامة الذكر.

وقوا أبي مسهر:

غيث وليث فغيث حين تسأله ... عرفا وليث لدى الهيجاء ضرغام.

وفساد التفسير أن يأتي في إزاء الشيء بما لا يكون مقابلا له، فلا يكون مفسرا له.

كقول الشاعر:

فيا أيها الحيران في ظلم الدجى ... ومن خاف أن يلقاه بغي من العدى.

تعال إليه تلق من نور وجهه ... ضياء ومن كفيه بحرا من الندى.

فأتى بالندى في إزاء بغي العدى، وكان يجب أن يأتي في إزائه بالنصر أو الملجأ أو نحو ذلك، أو يذكر في موضع بغي العدى الفقر والعدم، أو ما شابه ذلك لتصح المقابلة.

والفرق بين التفسير والإيضاح: أن التفسير تفصيل الإجمال، والإيضاح رفع الإشكال، لأن المفسر من الكلام لا يكون في إشكال.

وبيت بديعية الصفي الحلي قوله:

هم النجوم بهم تهدى الأنام وين ... جاب الظلام ويهمي صيب الديم.

وبيت بديعية العز الموصلي قوله:

ذكر الإمام وابنيه يفسره ... علي والحسنان أكرم بذكرهم.

وبيت بديعية ابن حجة قوله:

بدر وبحر فبدر في دجى نوب ... وبحر جود إذا رطب الغمام ظمي.

وبيت بديعية العلوي قوله:

حلو ومر فحلو للوفود على ... عدوه علقم كالسم لم يرم.

وبيت بديعيتي قولي:

تفسيرهم ومزاياهم وفخرهم ... بعلمهم ومعاليهم وجودهم.

ولم ينظم ابن جابر ولا السيوطي ولا الطبري هذا النوع، والله تعالى أعلم.

[التعديد.]

لا يستطيع الورى تعديد فضلهم ... في العلن والحلم والأفضال والهمم.

هذا النوع ذكره الفخر الرازي وغيره، وسماه قوم سياقة الأعداد، وهو إيقاع أسماء مفردة على سياق واحد، فإن روعي في ذلك ازدواج، أو تجنيس، أو مطابقة، أو مقابلة أونحوها فذلك الغاية في الحسن. ومما وقع منه في التنزيل قوله تعالى: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين) .

ومن النظم قول أبي الطيب:

على ذا مضى الناس على اجتماع وفرقة ... وميت ومولود وقال ووامق.

وقوله:

ألا أيها السيف الذي لست مغمدا ... ولا فيك مرتاب ولا منك عاصم.

هنيئا لضرب الهم والمجد والعلى ... وراجيك والإسلام أنك سالم.

وقوله:

ولكن بالفسطاط بحرا أزرته ... حياتي ونصحي والهوى والقوافيا.

وقوله:

فالخيل والليل والبيداء تعرفني ... والسيف والرمح والقرطاس والقلم.

وقوله:

أنت الجواد بلا من ولا كدر ... ولا مطال ولا وعد ولا مذلز

وقول محمد بن هاني المغربي:

للناس أجماع على تفضيله ... حتى استوى اللؤماء والكرماء.

واللكن والفصحاء والبعداء وال ... قرباء والخصماء والشهداء.

في الله يسري جوده وجنوده ... وعديده والحزم والآراء.

نزلت ملائكة السماء بنصره ... وأطاعه الأصباح والأمساء.

والفلك والفلك الدار وسعده ... والغزو في الدأماء والدأماء.

والدهر والأيام في تصريفها ... والناس والخضراء والغبراء.

وقول علي بن المقرب:

<<  <   >  >>