للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما اعتذاري والوغى تعرفني ... والعوالي والمواضي والهوادي.

قد تساوى في مضاء صارمي ... وسناني ولساني وفؤادي.

وقول مؤلفه عفا الله عنه:

حيا الله بها يوما روحا عاشقة ... فإنما هو للأرواح ريحان.

قد جل في حسنه عن أن يقاس به ... بدر وظبي وأغصان وكثبان.

وبيت بديعية الصفي الحلي قوله:

يا خاتم الرسل يا من علمه علم ... والعدل والفضل والإيفاء بالذمم.

ولم ينظم ابن جابر الأندلسي هذا النوع.

وبيت بديعية الموصلي قوله:

[تعديد أوصافهم في المدح يعجزنا ... أهل التقى والنقى والمجد والهمم]

وبيت بديعية ابن حجة قوله:

تعديد فضلهم يبدي لسامع علما وذوقا وشوقا عند ذكرهم.

وبيت بديعية المقري قوله:

بالجد والجد جد صارمه ... والعزم والحزم يوم الكر والكرم.

وبيت بديعية السيوطي قوله:

عدد صفاتهم العلياء من حسب ... والعلم والجود والإيفاء للذمم.

وبيت بديعية العلوي قوله:

يا أكرم الخلق فقت الكل في شرف ... بالعلم والحلم والإحسان والكرم.

وبيت بديعية الطبري قوله:

يا خاتم الرسل يا من وصفه عدد ... ربا كعلم وحلم وعزم ذي همم.

وهو خارج عما نحن فيه.

وبيت بديعيتي قولي:

لا يستطيع الورى تعديد فضلهم ... في العلم والحلم والأفضال والهمم.

[حسن النسق.]

الحسن ناسق والإحسان وافق وال ... أفضال طابق ما بين انتظامهم.

النسق- بالتحريك- اسم للفعل من نسقت الدار نسقا- من باب نصر- إذا نظمته، ونسقت الكلام نسقا: عطفت بعضه على بعض، ودر نسق- بفتحتين- بمعنى منسوق، كالولد، بمعنى مولود، وكلام نسق أي على نظام واحد؛ مستعار من الدر.

وفي الاصطلاح يطلق على معنيين: أحدهما، ما يسمى تنسيق الصفات، وهو أن يذكر للشيء صفات متوالية كقوله تعالى: (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر) .

وقول أبي طالب في النبي صلى الله عليه وسلم:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل.

وقول أبي الطيب:

دانٍ بعيد محب مبغض بهج ... أغر حلو ممر لين شرس.

ند أبي غر واف أخي ثقة ... جعدسري نهٍ ندب رض ندس.

الثاني، أن يؤتى بكلمات متتاليات معطوفات متلاحمات تلاحما سليما مستحسنا، بحيث إذا أفردت كل جملة منه قامت بنفسه، واستقل معناها بلفظها كقوله تعالى: (وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي المر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين) فإن جمله معطوف بعضها على بعض بواو النسق، على الترتيب الذي تقتضيه البلاغة من الابتداء بالأهم الذي هو انحسار الماء عن الأرض المتوقف عليه غاية مطلوب أهل السفينة من الإطلاق من سجنها، ثم انقطاع ماء السماء المتوقف عليه تمام ذلك من دفع أذاه بعد الخروج ومن إخلاف ما كان بالأرض، ثم الإخبار بذهاب الماء بعد انقطاع المادتين الذي هو متأخر عنه قطعا، ثم قضاء الأمر الذي هو هلاك من قدر هلاكه ونجاة من سبق نجاته وأخر عما قبله لأن علم ذلك لأهل السفينة بعد خروجهم موقوف على ما تقدم، ثم أخبر باستواء السفينة واستقرارها المفيد ذهاب الخوف وحصول الأمن من الاضطراب، ثم ختم بالدعاء على الظالمين لإفادة أن الغرق وأن عم الأرض فلم يشمل إلا من استحق العذاب لظلمه.

ومثاله من الشعر قول أبي الطيب المتنبي:

جاءت بأشجع من يسمى وأسمح من ... أعطى وأبلغ من أملى ومن كتبا.

لو حل خاطره في مقعد لمشى ... أو جاهل لصحا أو اخرس خطبا.

وقوله أيضاً:

سرى النوم عني في سراي إلى الذي ... صنائعه تسري إلى كل نائم.

إلى مطلق الأسرى ومخترم العدى ... ومشكي ذوي الشكوى ورغم المراغم.

وقول بديع الزمان الهمذاني:

يقولون وافى حضرة الملك الذي ... له الكنف المأهول والنائل الجزل

فقيد له طرف وحلت له حبى ... وخير له قصر ودر له نزل.

وقول ابن هاني المغربي:

قد جالت الأوهام فيك ودقت الألباب عنك وجلت الآلاء.

فعنت الأمصار وانقادت لك الأقدار واستحيت لك الأنواء.

وبيت بديعية الصفي الحلي قوله:

<<  <   >  >>