للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب - ومعناه أتم، فقال قال: "القوم" وهو يشمل القليل والكثير مهما تجاوز العدد. وقال النهشلي "الألف" فقصر بهذا التسديد. وقال طرفة "من فتى" وقال النهشلي "من فارس"، فشمل كلام طرفة تميزه عليهم بالشجاعة والجود وكرم الخلق وسمو النفس وجلال المحتد وسواها، من حيث قصر النهشلي فخره على الشجاعة. وقال طرفة "فلم أكسد ولم أتبلد" وهي زيادة لا نظير لها في بيت النهشلي.

[شرح المختار من شعر طرفة]

- ١ - قال طرفة بن العبد البكري:

لخولة أطلال ببرقة تهمد ... تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد

وقوفا بها صحبي علي مطيهم ... يقولون لا تهلك أسى وتجلد

كأن حدوج المالكية غدوة ... خلايا سفين بالنواصف من دد

عدولية أو من سفين ابن يامن ... يجور بها الملاح طوراً ويهتدي

يشق حباب الماء حيزومها بها ... كما قسم التراب المفايل باليد

وفي الحي أحوى بنفض المرد شادن ... مظاهر سمطي لؤلؤ وزبرجد

خذول تراعى ربرباً بخميلة ... تناول أطراف البرير وترتدي

وتبسم عن ألمى كان منوراً ... تخلل حر الرمل دعص له ندي

سقته إياة الشمس إلا لثاته ... أسف، ولم تكدم عليه، بإثمد

ووجه كأن الشمس ألقت رداءها ... عليه نقي اللون لم يتحدد

وإني لأمضي لهم عند احتضاره ... بعوجاء مرقال تروح وتغتدي

أمون كألواح الإران نصأتها ... على لاحب كأنه ظهر برجد

حمالية وجناء تردى كأنها ... سفنجة تبرى لأزعر أربد

تبارى عتاقا ناجيات وأتبعت ... وظيفاً وطيفاً فوق مور معبد

تربعت القفين في الشول ترتعي ... حدائق مولى الأسرة أغيد

تريع إلى صوت المهيب وتتقي ... بذي خصل روعات أكلفت ملبد

كان جناحي مضرحي تكنفا ... حفافية شكا في العسيب بمسرد

فطوراً به خلف الزميل وتارة ... على حشف كالشن ذار مجدد

لها فخذان أكمل النحض فيهما ... كأنهما بابا منيف ممرد

وطي محال كالحنى خلوفه ... وأجرنة لزت بدأي منضد

كأن كناسي ضالة يكنفانها ... وأطر قسي تحت صلب مؤبد

لها مرفقان أفتلان كأنما ... تمر بسلمى دالج متشدد

كقنطرة الرومي أقسم ربها ... لتكتنفن حتى تشاد بقرمد

صهابية العثنون مؤجدة القرا ... بعيدة وخد الرجل موارة اليد

أمرت يداها فتل شزر وأجنحت ... لها عضداها في سقيف مسند

جنوح دفاق عندل ثم أفرعت ... لها ستفاها في معالي مصعد

كأن علوب النسغ في دأياتها ... موارد من خلقاء في ظهر قردد

تلافى وأحياناً تبين كأنها ... بنائق غر في قميص مقدد

وأتلع نهاض إذا صعدت به ... كسكان بوصي بدجلة مصعد

وجمجمة مثل العلاة كأنما ... رعى الملتقى منها إلى حرف مبرد

وخد كقرطاس الشآمي ومشفر ... كسبت اليماني قده لم يجرد

وعينان كالماء بتين استكنتا ... بكهفي حجاجي صخرة قلت مورد

طحوران عوار القذى فتراهما ... كمكحولتي مذعورة أم فرقد

وصادقتا سمع التوجس للسرى ... لهجس خفي أو لصوت مندد

مؤللتان تعرف العتق فيهما ... كسامعتي شاة بحومل مفرد

وأروع نباض أحذ ململم ... كمرداة صخو من صفيح مصمد

وإن شئت سامي واسط الكور رأسها ... وعامت بضبعيها نجاء الخفيدد

وإن شئت لم ترقل وإن شئت أرقلت ... مخافة ملوي من القد محصد

وأعلم مخزوت من الأنف مارن ... عتيق متى ترجم به الأرض تزدد

على مثلها أمضى إذا قال صاحبي ... ألا ليتني أفريك منها وأفتدي

وجاشت إليه النفس خوفاً وخاله ... مصاباً لو أمسى على غير مرصد

إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني ... عنيت فلم أكسل ولم أتبلد

أحلت عليها بالقطيع فأجذمت ... وقد خب آل الأمعز المتوقد

فذالت كما ذالت وليدة مجلس ... ترى ربها أذيال سحل ممدد

ولست بحلال التلاع مخافة ... ولكن متى يسترفد القوم أرفد

وإن تبغني في حلقه القوم تلقني ... وإن تلتمسني في الحوانيت تصطد

متى تأتني أصبحك كأساً روية ... وإن كنت عنها ذا غنى وازدد

<<  <   >  >>