للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٤٦]

أم كلثوم

بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه أمها حبيبة بنت خارجة بن زيد الأنصاري، وهي أصغر بنات الصديق رضي الله عن توفي أبو بكر وأمها حما بها، فلما كبرت خطبها عمر رضي الله عنه من عائشة رضي الله تعالى عنها فأنعمت له بها، فكرهت أم كلثوم ذلك لخشونة عيشة عمر رضي الله عنه وقالت: أريد فتىً واسع العيش، فتزوجها طلحة رضي الله عنه بعد أن احتالت عائشة رضي الله عنها حتى أمسك عنها عمر رضي الله عنه ثم علم بالحال، فلم يعاتب عائشة، ولم أطلع على عام وفاتها.

[٤٧]

رقية رضي الله عنها

بنت عمر بن الخطاب، أمها أم كلثوم بنت علي رضي الله تعالى عنه، تزوجها إبراهيم بن نعيم بن عبد الله بن النحام، فلم تلد منه، وماتت عنده، ولم تطل مدتها وكانت حسنة في الغاية، ولها خلق حسن، وتوفيت في خلافة أبيها، وقد قاربت العشرين سنة، والله أعلم.

[٤٨]

زينب الصغرى رضي الله عنها

بنت عقيل بن بي طالب، كانت من أهل الفصاحة، ولما قتل الحسين رضي الله عنه قتل معه من آل عقيل تسعة فخرجت زينب رضي الله تعالى عنها تبكي قتلاها، وتنشد وتقول: شعراً

ماذا تقولونَ إنْ قالَ النبيَّ لكمْ ... ماذا فعلتمْ وكنتمْ أخيرَ الأمم

بأهلِ بيتي وأنصاري وذريتي ... منهمْ أسارى وقتلى ضرَّجوا بدمِ

ما كانَ هذا جزائي إذْ نصحتُ لكمْ ... أن تخلفوني بسوءٍ في ذوي رحمِ

[٤٩]

أم كلثوم رضي الله عنها

بنت علي بن أبي طالب، أمها فاطمة الزهراء، ولدت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها عمر رضي الله عنه ثم تزوجها بعده محمد بن جعفر بن أبي طلب، ومات، وتزوجها أخوه عون بن جعفر، فقتل ثم تزوجها عبد الله بن جعفر ري الله عنه فماتت عنده، وتوفيت هي وولها زيد بن عمر رضي الله عنه في يوم واحد، ولم يعلم أيهما مات أولاً، وصلى عليهما عبد الله بن عمر رضي الله عنه قدمه الحسن رضي الله تعالى عنه فكان بهما سنتان لم يورث أحدهما من الآخر، ويروى أن عمر رضي الله عنه لما خطبها من علي رضي الله عنه قال: إنها صغيرة فقال عمر رضي الله عنه: زوجنيها يا أبا الحسن، فإني أرصد من كرامتها ما لا يرصده أحد، فقال علي رضي الله عنه: أنا أبعثها إليك فإن أرضيتها فقد زوجتكها، فبعثها إليه بردٍ وقال لها: قولي له: هذا البردُ الذي قلت لك، فقالت لك لعمر رضي الله عنه فقال لها عمر رضي الله عنه: قولي له، قد رضيت رضي الله عنك يده على ساقها وكشفها فقالت: أتفعل هذا؟ لولا أنك أمير المؤمنين، لكسرت أنفك، ثم خرجت وجاءت إلى أبيها وأخبرته، وقالت: بعثتني إلى شيخ سوءٍ: قال: يا بنية إنه زوجك ثم جاء عمر رضي الله عنه إلى مجلس المهاجرين فقال: زفوني قالوا: بماذا؟ قال: تزوجت أم كلثوم بنت علي رضي الله عنه فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كل سببٍ ونسبٍ وصهرٍ منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي وصهري" فكان لي به صلى الله عليه وسلم [السبب] ولنسب وأردت أن أجمع إليه الصهر، فزفوه.

وروى أبو نعيم، قال: دخل عمر رضي الله عنه إلى أم كلثوم يوماً، فقال لها: ألا تخرجين فتسلمين على ضيفك، فقالت: وهل تركتنا نستطيع أن نبرز لأحد ن العري؟ فقال: وما يكفيك أن تقول الناس امرأة أمير المؤمنين.

[٥٠]

أم هانئ

بنت أبي طالب، أخت علي عليه السلام لأبويه، كانت تحت هبيرة، فولدت له: هانئ وعمرو ويوسف وجعدة، أسلمت عام الفتح، وهرب زوجها إلى نجران، وأتت هي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إني قد أجرت حموين لي فزعم ابني أنه قاتلهما، فقال صلى الله عليه وسلم: "وقد أجرنا من أجرت، وآمنا من أمنت".

وهي التي روت أنه صلى الله عليه وسلم صلى الضحى ثماني ركعات في ذلك اليوم، وقيل: هند ولما هرب زوجها هبيرة أنشد:

وشاقكَ هندٌ أمْ نآك سؤالها ... كذاكَ النوى أسبابها وانفتالُها

وقدْ أرقتُ في رأسِ حصنٍ ممردٍ ... بنجران يسرى بعدَ يومِ خيالُها

فإنْ كنتِ قد تابعت دين محمد ... وقطعتِ الأرحام مني حبالُها

فكوني على أعلى سحيقٍ بهضبةٍ ... ممنعةٍ لا يستطاعُ قلالُها

وإنَّ كلام المرءِ في غير كنيةٍ ... لكالنبلِ تهوي ليس فيها نصالها

<<  <   >  >>